روايه امراه العقاپ

موقع أيام نيوز


هنا 
ضيقت عيناها بعدم فهم لترد عليه مستفهمة 
مش فاهمة ! 
لأول مرة لا تفهم مقاصده الدنيئة والوقحة مما جعله يضحك عاليا ويجيبها موضحا 
إيه ياحبيبتي إنتي نسيتي ولا إيه احنا مش حددنا الفرح وخلاص كلها أسبوع ونتجوز ! 
ارتبكت
وابتسمت له بخجل وبلاهة ثم ردت وهي تضحك بخفة 
كل بقولك إيه ما تبحبحها شوية وخليها اسبوعين 

غضن حاجبيه پصدمة ورد في سخرية 
ابحبحها !!! 
مهرة بكل تلقائية ونبرة عادية 
أيوة يعني ليه الاستعجال ده حتى العجلة من الشيطان 
لم يجيب وكانت نظراته القاټلة لها والمشټعلة كافية حيث جعلتها تبتسم بتوتر بسيط وتقول بضحكة مرحة تحمل بعض الاستنكار 
أيوة أنا بقول برضوا أسبوع حلو أوي ده حتى كتير جدا اقولك على حاجة احنا نخليها بكرا احسن وخير البر عاجله ! 
لم يتمكن من منع ضحكته الرجولية من الانطلاق حيث حلجلت بأرحاء الغرفة بأكملها ليتابع وهو يغمز 
وليه نستنى لبكرا حالا اخدك عند
المأذون وتبقي حرم آدم الشافعي 
ضحكت كنوع من السخرية وهي تجيب في تأييد متصنع 
اه وماله برضوا ! 
وفورا تشنجت عضلات وجهها وتحولت من المرح للحدة وصاحت به وهي ترفع سبابتها بوجهها وتقول في شجاعة مزيفة 
ليه شايفني بايرة ولا هو سلق بيض وخلاص لا يا آدم بيه مش عشان أنا بحبك هتستغل النقطة دي وتفتكر نفسك هتعرف تمسكني من طرطفوة قلبي لا أنا بحبك أه بس كلمتي متنزلش الأرض أبدا والفرح هيتعمل بعد أسبوعين
بعد إيه !!! 
تنحنحت پخوف وردت وهي تبتسم ببلاهة 
أسبوع 
لم يبتسم ولم تلين حدة نظراته فراحت تدور بعيناها في توتر وقالت بخفوت 
بكرا ! 
قمسات وجهه كما هي وتعبيرات وجهه ثابتة لا تتغير مما زاد من خۏفها فراحت تهتف بعفوية 
معاك رقم المأذون أنا جاهزة دلوقتي ! 
كان يحاول كبح ابتسامته بصعوبة وعند عبارتها الأخيرة فشل فضحك مغلوبا وهتف بقرف 
بعدين إيه طرطوفة قلبك ده هو أي كلام وخلاص ! 
رفعت سبابتها مجددا تقول بجدية وضيق امتزج بثقتها المفرطة 
لا لو سمحت أنا ممكن اقبل بأي حاجة إلا إن حد يقلل ويستهزأ من روحي الفكاهية 
هي فين الروح
الفكاهية دي ! 
أجابها في سخرية مزيفة فاقتربت بوجهها منه وقالت وهي ترفع حاجبها بثقة تامة 
تقدر تنكر إن بضحكك 
كان سيستمر في العناد معها لكن اقترابها منه ونظرتها عن قرب جعلته بهيم بها عشقا واذابته كقطعة السكر داخل كوب من عصير الفراولة 
تمتم بنظرة ذات معنى ونبرة اهتز لها بدنها 
الحاجة الوحيدة اللي مقدرش أنكرها إني بعشقك يامهرتي ومنتظر اليوم اللي تكوني فيه مراتي وبين ايديا بفارغ الصبر
تبددت شجاعتها بلمح البصر وحتى ثقتها في الاقتراب منه بكل جراءة اڼهارت لتعتدل في وقفتها وتتنحنح باستحياء وهي ترفع أناملها لخصلات شعرها المتمردة فوق عينيها وتعود بها لخلف أذنها في رقة وهي تبتسم بارتباك وخجل ثم قالت بسرعة محاولة الفرار من ذلك الوضع المحرج 
طيب مش يلا بينا ولا إيه كدا هنتأخر وتيتا ممكن تقلق عليا 
مالت شفتيه لليسار بابتسامة جذابة وهو يوميء لها بالموافقة ويهمس في خفوت جميل 
يلا 
اندفعت لخارج الغرفة بسرعة قلبه لكي تهرب من نظراته بينما آدم فلحق بها وهو يبتسم بغرام جارف 
بتمام الساعة العاشرة مساءا 
أخرج عدنان المفتاح من جيبه ووضعه بالقفل ثم اداره لينفتخ الباب ويدخل القى نظر تفحصية حوله من الأجواء الهادئة الذي يغلفها الصمت القاټل والأضواء
مغلقة رغم أن الوقت لم يتأخر كثيرا بعد ! 
لا أثر للخادمة سماح ولا صوت ينبعث من المطبخ مما أكد له أنها نامت بوقت مبكر الليلة فتنهد الصعداء بقوة وراحت الذكريات المؤلمة تسير أمام عيناه كأن الزمن يعيد نفسه من جديد 
كيف أصبح المنزل تسكنه الكآبة والتفكك كصحراء قاحلة لا أثر لوجود الحياة بها ! لا يدري من المتسبب في ذلك الخړاب بنفوسهم هل أمه وبأفعالها الشنيعة أم هو بأخطائه التي لا تغتفر حين صمم على الزواج من فريدة رغم رفض الجميع للفكرة وعندما أصر أيضا على الزواج من جلنار
فقط كيدا بأمه لينتهي به المطاف في النهاية هو الخاسر الوحيد وهو على مشارف خسارة طفلته وكذلك المرأة التي لو قضى بقية عمره كله يبحث عن شبيه لها لن يجد 
ربما لم تكن أسمهان هي وحدها الجانب السيء بالحكاية هو أيضا كان يملك جانبا وربما أسوء منها !!! 
مسح على وجهه وهو يتأفف بحرارة ثم تحرك بخطوات طبيعية للطابق العلوي حيث توجد غرفة أمه فتح باب غرفتها ببطء شديد ودخل فوجدها نائمة في فراشها بسكون الټفت برأسه للخلف واغلق الباب بكل حذر ثم اقترب منها ليجلس على حافة الفراش بجوارها ويتمعن في معالم وجهها الضعيفة الذي ذهب رونقها وقوتها لم يكن السن يظهر عليها أبدا كأنها كانت تستمد قوتها من وجودهم معها لكن حين تركوها فقدت كل هذه القوة وعادت لطبيعتها ! 
مهما فعلت ستظل أمه ومهما وصل مقدار غضبه منها لن يستطيع
التحكم في قلبه الذي يشتاق لها
كثيرا يبدو أنها النهاية وكما هي نهاية كل شيء يجب أيضا أن تنهي الخړاب وتعيد تعمير الصحراء من جديد 
دون أن يقترب منها أو حتى يلمسها فتحت عيناها وكأن فطرتها الامومية نبهتها خلال نومها بوجود ابنها فور استقرار عيناها عليه هتفت بدهشة 
عدنان !!! 
وثبت جالسة فورا وهي تبتسم بسعادة وتقول بتلهف 
إنت كويس ياحبيبي 
ابتسم لها بحنو ثم مد كفه يلتقط يدها ويحتضنها هامسا 
أنا كويس ياماما المهم إنتي تكوني كويسة 
غامت عيناها بالعبارات واجابته ببحة عاجزة وضعيفة 
أنا كويسة طول ما أنت جمبي وبخير ياعدنان 
نظراته كانت دافئة كلها حب خالية من أي مشاعر قسۏة أو ڠضب بهذه اللحظة فقط تأكدت أن عزيزها وابنها عاد مرة أخرى لا يمكنه تخيل لكم تمنت واشتاقت لنظراته تلك ! 
أنا دايما جمبك ولا يمكن أسيبك ياماما
أنا وآدم هنفضل دايما جمبك ومن هنا ورايح لا يمكن نسيبك تاني بس إنتي كمان توعديني إنك تتغيري بجد ومترجعيش أسمهان القديمة أبدا 
أسمهان بنفي قاطع وصدق نابع من صميمها 
لا يمكن اكرر الغلط مرتين واخاطر بخسارتكم مرة تاني
كفاية وقوفي في صف فريدة اللي مش هقدر اسامح نفسي عليه أبدا 
فور ذكرها لاسم فريدة تشنجت معالم وجهه وهتف بحدة وڠضب 
ال دي اسمها ميتذكرش ياماما وبالأخص قدامي 
أسمهان معتذرة بضيق من نفسها 
أنا آسفة ياحبيبي اوعدك محدش هيجيب سيرتها ولا يذكر أسمها تاني أبدا 
سكتت للحظات وتابعت مبتسمة 
هنا وجلنار عاملين إيه 
عدنان ضاحكا بعدم حيلة فور تذكره لحدث الصباح وقال 
كويسين القردة الصغيرة دي تعباني هلاقيها منها ولا من أمها ! 
قهقهت بخفة وقالت بود ودفء 
بتدلع عليك حقها ياعدنان ولو على
جلنار فهي بتحبك جدا 
أيوة عارف ياماما وأنا والله بحبهم حياتي من غيرهم ملهاش طعم أساسا ومقدرش اعيش لو بعدوا عني للحظة واحدة 
رتبت أسمهان على كتفه بلطف وتمتمت بعينان تفيض حنانا 
بعد مرور ساعتين تقريبا بالضبط في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل 
كان عدنان يقف بسيارته أمام منزل نشأت وعيناه عالقة على بوابة المنزل ينتظر خروجته رمانته وفي شفتيها ابتسامة واسعة حتى رآه خرجت وتسير باتجاه سيارته وهي ترتدي بنطال جينز يعلوه كنزة طويلة وفضفاضة بأكمام طويلة وتترك شعرها الأسود يتطاير على ظهرها 
فتحت باب مقعدها الخاص بجواره بالسيارة واستقلت به هاتفة بحيرة 
في إيه ياعدنان وليه خلتني اسيب هنا مع بابا في البيت ! 
عدنان باسما بكل بساطة 
مينفعش نجيب هنا معانا ياحبيبتي 
ضيقت عيناها بريبة وسألت 
ليه !! 
غمز لها بلؤم ورد وهو يحرك محرك السيارة وينطلق بها 
قررت اخطڤ رمانتي الليلة دي 
وياترى هتخطفني فين بقى يابيبي !
عدنان 
فاكرة الشقة اللي على النيل 
اتسعت مقلتي عيناها پصدمة وصاحت به بعدم استيعاب 
بتتكلم جد الله أنا بحبها أوي الشقة دي ياعدنان ووحشتني من بدري أوي مروحناش هناك
تطلع بعيناها في لمعة مميزة وقال 
فاكرة أول مرة روحناها 
التزمت الصمت للحظات فور تذكرها للحظاتهم الأولى معا بتلك الشقة وارتفعت
البسمة لثغرها وهي توميء له بإيجاب فتابع هو بعينان تفيض عشقا 
أول وأجمل لحظات بينا كانت فيها وكمان بلغتيني بخبر حملك في هنا هناك
إنت لسا فاكر !! 
لا يمكن انسى طبعا 
طالت نظراتها له وهي تبتسم بحب أما هو فعاد بنظره بتابع الطريق أمامه وهو
داخل الشقة بعد وقت طويل نسبيا 
فحبيبك منتظر ياعاشقة الورد 
فحبيبك منتظر ياعاشقة الورد 
حيران أينتظر والقلب به ضجر 
ما التلة ما القمر ما النشوة ما السهر 
ان عدت إلى القلق
هائمة في الأفق 
سابحة في الشفق
فهيامك لن يجدي 
ياعاشقة الورد انتي كنتي على وعدي 
فحبيبك منتظر ياعاشقة الورد 
التفتت له بجسدها كاملا ولفت ذراعيها حول رقبته تستمع
له وهي تبتسم بعينان دامعة من فرط مشاعر العشق والسعادة المهيمنة عليها فور انتهائه دنت منه ولثمت وجنته وجانب ثغره برقة تذيب القلب هامسة في نبرة أطلقت سهومها لقلبه 
زهرتك ملك ليك الرمانة ملك لعقابها 
قالت عباراتها ورغما عنها سقطت دمعتها فدنى منها ولثم وجنتها تحديدا تلك الدمعة وهو يهمس 
أوعى في يوم تفكري تبعدي عني وتسبيني إنتي وبنتي لو بعدتوا عني للحظة واحدة مش هعرف اعيش 
جلنار بنفي تام وعينان ثابتة كلها عاطفة 
مش هيحصل ياعدنان أنا لا يمكن ابعد عنك احنا اتخلقنا لبعض ياحبيبي وروحنا بقت مرتبطة يعني لا يمكن نقدر ننفصل أو نبعد عن بعض 
رفع أنامله ومررها بكل رقة فوق بشرتها الناعمة وهو يبتسم بعين لامعة بينما هي فمالت بوجهها على يده وهمست مبتسمة تتفوه بعبارته الخاصة 
النهاية محتومة من البداية !
سكنت للثانية ثم تابعت باستسيلام 
أحب اباركلك واقولك مبرووك إنت اللي كسبت ياعدنان زي ما بدأت الحړب أنت اللي نهيتها وأنا خسړت
قدام عشقك وحبك 
عدنان بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
أنا كسبت فعلا بس كسبتك إنتي يارمانتي 
ورمانتك بتهنيك على الفوز العظيم ده يابيبي
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم 
تقوم نادين بترتب الغرفة بأكملها في مزاج صباحي جميل وعلى شفتيها ابتسامة لا تعرف مصدره وسببها هي فقط تتذكر ذكريات قديمة لهم وتضحك قد تكون ذكريات تافهة ولا تدعي للضحك أبدا لكنها تضحك !! 
ووسط ترتيبها للغرفة فتحت أحد أدراج المكتب الصغير وكانت ترتب الأوراق بالدرج فعثرت على صورتين أخرجت الأولى وكانت تجمعه بهنا رغم غيرتها لأنها تعلم تعلقه الشديد بهذه 
مالك يانادين ! 
رفعت الصورة أمام ناظريه وهتفت پغضب مكتوم 
شو بتسوي هاي هون !! 
نقل نظره بين الصورة وبينها بصمت وقد أدرك خطۏرة الوضع التي تسببت به هذه الصورة فاقترب منها بتريث وهمس في كل لطف وحنو 
حبيبتي دي صورة قديمة جدا ليا أنا وجلنار يمكن حتى قبل ما تتجوز عدنان ! 
صاحت منفعلة 
ما أنا بعرف إنها زفت صورة قديمة أنا بسألك شو بتسوي بالدرج هون !!!
حاتم بهدوء ليحاول تهدأتها 
معرفش يانادين يمكن أنا حطيتها من بدري ونسيتها ممكن تهدي ومتعصبيش نفسك عشان متتعبيش احنا لسا امبارح كنا عند الدكتور وهو منبه نبعد عن العصبية
لم تبالي بتبيهاته حول الهدوء بل صاحت بعصبية أكثر وغيرة متأججة 
وليش تحطها بغرفتي مش على أساس إنك رميت من كل صوركن القديمة 
وصل إليها أخيرا وجذب الصورة من يدها ليلقيها بعدم اهتمام
 

تم نسخ الرابط