بسمه بقلم امل نصر
المحتويات
انتبهت لوجوده قريبا منها اللان لتزم شفتيها تقول باستنكار
وحضرتك ضاقت بيك الدنيا عشان تسيب القاعة بحالها كلها وتيجي هنا تكتم على نفسي
بعد الشړ عليكي من كتمة النفس انا بس كنت عايز اتكلم معاكي يا ست منار.
الټفت اليه قائلة بحدة
وتتكلم معايا ليه بقى ما انت خلاص خدت غرضك انت وولادك وخدتوا ولادي الاتنين يارب بس تكونوا استريحتوا
محدش ف الدنيا يقدر ياخد ولادك منك بل بالعكس بقى ولادى هما ولادك يا منار احنا ناس حظنا حلو عشان وفقنا في ناس زيكم وانتي ست جميلة من الداخل قبل الخارج مهما حاولتي تلبسي قناع بعيد عن شخصيتك.
وايه هي بقى شخصيتي
هتفت به بحدة وتربص فكان رده بابتسامة
اجاب سؤالها بابتسامة متوسعة
سألت عنك وعرفت كل حاجة استجدعتك بجد ومهما تعملي يا منار انا هتقبل عشان انتي ست بمية راجل.
كان لكلماته اثر السحر حتى وضح على ارتخاء ملامحها امام عينيه بالإضافة لهذه اللمعة بمقلتيها مع تذكرها لهذه الفترة الصعبة من عمرها فتابع ليزيد من طمأنتها
اوعدك من كل قلبي ان عمرك ما هتندمي على نسبك بولادي ولا حتى لما....
سألته بعدم فهم فتبسم بمرواغة يغير دفة الحديث السابق لأوانه
خلينا دلوقتي في فرحة الولاد وبعد كدة كل حاجة تيجي في وقتها ياللا بقى خلينا نكمل الفرح معاهم.
قالها قبل ان يفاجأها بحزمه بأن جذبها من يدها لتسلم مزبهلة لسحبه لها حتى وصل بها إلى ساحة الرقص مع الأربعةلتتلقفها بسمة اولهم وتضمها بامتنان جعل عزيز هو الاخر يفعل مثلها فتبعه ممدوح وليلي لتشتعل اغنيه من الدجي معبرة عن حالة الفرح التي تكتنف الأسرتين حتى ريهام انضمت معهم في حالة من الرقص المعبر عن فرحهم.
الحلقة الخاصة
أشعلت المذياع على إحدى الاغاني الصباحية في عادة تفعلها منذ نشأتها لا يكتمل الصباح سوى بأغاني فيروز مع ارتشاف قهوتها والتطلع على كل ما هو جديد وهام وقد حل الهاتف مكان الجرائد اليومية تضع النظارة على عينيها وتتصفح الأخبار اليومية في الصفحات المشهورة بذلك
صباح الخير يا نونا.
كبتت بصعوبة شعور الغبطة الذي يتسلل اليها في كل مرة تذكرها بلقب الدلال الذي اختارته هي لها لتردد به على الدوام رغم استهجانها في البداية وعدم تقبله منها لكن مع إصرار الأخرى على التقرب رويدا رويدا أصبحت تلين وبتكرار منادتها به أصبح الجميع يقلدها وكأنها خلقت بهذا الأسم
صباح الخير يا قلب نونا صاحية متأخر يعني مش بعادة.
الټفت تجيبها وهي تسقط على الكرسي المقابل لها وتتمطع بذراعيها بتكاسل
ما انا بصراحة مكنتش عايزة اسيب السرير بعد ما خلصت من المذاكرة ومن الامتحانات والمرمطة مفيش احلى من الراحة يا نونا.
يعني واخده اجازة
بالظبط كدة يا نونتي.
اممم
ارتخت على مقعدها تطالعها بمكر قائلة
ولما انتي اجازة النهاردة يا حلوة مش كان اولى بقى تقضي اليوم مع جوزك بدل ما تسبيه يخرج لوحده ويروح النادي.
النادي! مين قالك ان هو راح النادي
رددت بالسؤال مزهولة لتزيد عليها الأخرى
انا سمعته بنفسي وهو بيتفق مع واحد صاحبه انهم يتقابلوا هناك...
توقفت لتردف بخبث
شكله عايز يعمل ماتش تنس ويرجع أمجاده القديمة اللي انت عارفاها بقى ختمت بغمزة لترى على الفور رد فعل الأخرى والتي تحولت ملامحها مرددة بجزع
يا نهار اسود.
انتي متأكدة من كلامك دا
وانا من إمتى كنت بهزر تعرفي عني الكلام دا يا بسمة
لأ طبعا انتي عمرك ما كنتي بتهزري
هتفت بها بسمة وهي تنهض عن مقعدها تدبدب الأرض بقدميها مغمغمة
انا عارفة من الاول هيفضل تاعبني كدة طول العمر ؤ
ولا هيتهد ابدا حتى لو بقى كركوبة.
تبسمت منار تلاحقها بالسؤال
طب انتي رايحة على اؤضتك ليه دلوقتي.
عشان رايحة انيل اغير هدومي وهروح النادي انا كمان اما اشوف اخرتها ايه معاه سي كازنوفا.
همت لتتحرك مرة أخرى ولكن منار أوقفتها بقولها
ما انتي لو كنتي خلفتيلوا عيل زي ليلى بنتي ما عملت يمكن كان اتلهى فيه دلوقتى.
كتمت بسمة زفرتها لتخفي ضجرها لهذا الحديث الذي لا تنفك حماتها العزيزة بتذكيرها به فخرج ردها بنزق
عشان ليلى معاها ممدوح يساعدها في الدراسة وف رعايا البيبي وف كله
لكن انا ربنا وفقني في واحد اسم الله عليه ممكن ينساني انا نفسى قدام ماتش كورة بيتابعه.. عن اذنك بقى عشان اروح اغير هدومي.
مصمصت منار خلفها تغمغم وهي تعود لمطالعة الهاتف
وماله يا ختي حظك مش دا اللي حفيتي عليه اشربي بقى...... ياما نفسي بقى اشيل حفيدي منه هو كمان .
لم تكمل قراءة الخبر جيدا حتى اتاها عدد الرسائل اليومية على تطبيق الوتس
صباح الفل والياسمين الجميل عامل ايه النهاردة.
تنهدت تخلع النظارة من فوق عينيها وابتسامة شقت ثغرها قبل ان تضغط على أحرف الكلمات في ردها له
يا راجل مش ناوي بقى تعقل وتراعي سنك. مفيش مرة تبعت رسالة من غير معاكسة!
وضعت طفلها في مهده وقد غفى بين ذراعيها بعد انتهائها من ارضاعه لتضعه بحنان ثم تعود إلى زوجها الذي كان يرتب بعض المقتنيات التي حصدها نتيجة
الرحلات التي قام بها قبل الزواج وبعده
خاطبته وهي تقترب منه
اجي ارتب معاك
رفع رأسه اليها بابتسامة تفهمها جيدا لتعرف الاجابة منها.
ما انا قولتلك يا جميل كله الا ثروتي القيمة اسمحلك تشاركيني في أي حاجة وتعبثي وتعملي اللي انتي عايزاه لكن عند دولابي الغالي ونقول ستوب.
اممم
زامت بها تجلس على المقعد القريب منه تراقبه وهو يمسح على التمثال الصغير من الأتربة بحرص شديد لتعلق ساخرة
اقعد كدة حافظ بقلبك على دولاب الجوايز الغالي لحد ما يكبر ابنك سنتين تلاتة وتلاقيه هو اللي كسره ودمره بلعبة الكورة بتاعته.
برقت عينيه بزعر امامها وقد تخيل الصورة امامه
يا نهارك اسود يا ليلى معقول دا يحصل فعلا دا انا ممكن تيجني سكتة قلبية فيها دي
سلامة قلبك يا حبيبي من كل شړ انا مش قصدي اخوفك والله بس انت بصراحة بتفكرني بحاجة الستات الإزاز اللي بتحتفظ بيها في النيش
قالتها بعفوية ندمت عليها حينما رأت بعينيه عتابه الصامت لتسقط على الأرض بجواره في محاولة لترضيته
طب انت ليه زعلت انا بهزر والله ودا مجرد مثل خطړ في دماغي حالا قدامك مقصدتش منه التقليل ابدا لكني بصراحة بستغرب الخۏف الشديد دا منك على حاجة ممكن تتعوض بمنتهى السهولة خصوصا وان معظمهم تكلفتهم بسيطة
لا يا لولو مش بتكلفتهم المادية
قالها ثم عبر برفع السلسال الغريب امام عينيها
يعني مثلا السلسة دي بقلبها اللي مشغول يدوي بالخرز ليها في قلبي زكريات الرحلة اللي قومت بيها في الصحرا عند اخوانا البدو بالظبط زي القلادة اللي ادتهالك هدية من صديقي الافريقى اظن انتي كمان محتفظة بيها.
طبعا دي اغلى عندي من كنوز الدنيا.
قالتها ليطالعها بغيظه بعض الوقت حتى طرق بكفه على جانب رأسها
طب يعني فاهمة اهو امال ايه لزوم الرغي بس دا انتي منار باينها بهتت عليكي.
ضحكت تحاول الابتعاد برأسها عن مرمى يده حتى تذكرت لتسأله
اه صحيح انت مقولتليش عن سبب إصرار بابا شاكر على عزومتو لينا النهاردة .
بكذب مكشوف انكر قائلا
ممم بصراحة مش عارف.
ضاقت عينيها لتلكزه على ساعده بإلحاح تخاطبه
طب بزمتك انت مش عارف ممدوح حط عينك في عيني.
ضحك تاركا ما بيده ليقبض على ساعديها يستجيب لمطلبها بإشراق وجهه الضاحك
اهو قدامك اهو عيوني الاتنين في عيونك طلعي منهم الأجابة براحتك.
ارتبكت قليلا ثم سرعان ما تحول التواصل البصري والمشاكسة لمشاعر أخرى مليئة بالدفء والعشق لتنسى السؤال وينسى هو معها ما كان يحرص عليه منذ قليل ذهبت رغبته فيما كان يفعله وقد امتلك بين يديه الان اغلى مقتنياته بل الأغلى من روحه
بقولك ايه الواد نايم صح
أومأت بهزة بسيطة من رأسها ليتكفل هو بالباقي ينتهز الفرصة بكل اجتهاد ولكنها لم تكن سوى لحظات قليلة حتى فصلت لتدفعه عنها وتنهض على الفور على اثر صړاخ صغيرها
الواد بيعيط يا ممدوح.
اقسم بالله دا انا اللي هعيط
ردد بها من خلفها قبل ان ينتبه على رسالة الوتس وصورة لعزيز التقطها من داخل الملعب يضحك بملئ فمه ويخبره عن نتيجة المبارة التي ييخوضها الان وجمهور الفتيات من خلفه يشجعن بحماس شديد ..
زفر ممدوح يلقي الهاتف من يده يغمغم بغيظ شديد
روح يا عزيز الهي يارب يبتليك بجوز توأم من عينة الواد الغلس اللي جوا ده..
الماتش كان جامد اوي يا عزيز مهما تغيب بالشهور ولا بالسنين حتى لازم تكسب وتبقى شيء مميز
وصلت لاسماعها فور ان وصلت اليه داخل المربع الذي
اقيمت به المبارة منذ قليل وفاز به ليفوز ايضا بجمع الفتيات الاتي أتين لتهنئته قبل المغادرة
عزيز طول عمره جامد ودي حاجة مش غريبة عنه.
تفوهت بها فتاة أخرى
يا جماعة مش لدرجادي يعني الكابتن اللي لعب قصادي كمان مش قليل.
تمتم بها بابتسامة زادت من اشتعال النيران بأوردتها لتقطع عليه لحظة الانتشاء بالنصر والحديث مع الفتيات تباغته بحضورها وكأنها ظهرت من العدم
ايوة يا حبيبي بس انت برضوا اجمد منه .
اقتربت لتضع كفها فوق كتفه تميل بجسدها عليه بتملك مخاطبة الفتيات
ولا ايه رأيكو يا بنات في جوزى.....
ضغطت على أحرف الأخيرة ترمق الفتيات بنظرات تحذيرية صارمة وكأنها قطة في انتظار الھجوم حتى ادخلت الړعب في قلوب الفتيات لينسحبن من أمامها واحدة تلو الأخرى فلم يتبقى الا هي وهو ليكن تعقيبه الاول
خلاص عملت نمرتك وخۏفتي البنات بجنانك عن اذنك بقى.
قالها وتحرك ذاهبا من خلفها لتلحق به مرددة من خلفه.
وبتستأذن وتسيبني لدرجادي مش طايقني يا عزيز .
لتجاري خطواته صارت تعدو بسرعة وكأنها تركض حتى وصل لغرفة الملابس فدلفت خلفه مستغلة غياب البشر في هذا الوقت فغلقت الباب لتدلف خلفه تستند مائلة بجسدها على احدى خزائن الملابس المغلقة ويبادرها الحديث بعدما خلع عنه ما كان يرتديه في الأعلى من ملابسه رياضية
نعم يا حلوة انتي جاية ورايا هنا كمان عشان تكملي محدش عرفك ان وجودك هنا غير مرغوب عشان دا مكان مخصص للرجالة.
ردت ببساطة
عارفه انه
متابعة القراءة