هوس من اول نظره
المحتويات
هو الدكتور الرخم
داه مش هيبطل تأخير كده..
إنجي باقتراح..
داه فات نص ساعة أنا حاسة إنه مش
هييجي النهاردة..
رندا.. للأسف أنا شفته من شوية مع
الدكتورة إسلام..
اسيل..
أنا سمعت إنهم هما الاثنين مع بعض...
راندا بنفيتؤ...دي إشاعات... الدكتورة إسلام
مخطوبة لمهندس بيشتغل في الخليج .
إنجي بدهشة.. بجد..أنا كنت فاكراها متجوزة
راندا..طبعا...عقبال ما عملت ماجستير
و خلصت دكتوراه و إشتغلت لقت
نفسها في الخمسة و ثلاثين...بصراحة
أنا شايفة إن داه العمر المثالي للجواز لأي
بنت...
إنجي بسخرية..خمسة و ثلاثين سنة..
راندا..لا يا فالحة مش قصدي على الرقم..
أنا أقصد إن العمر المناسب للجواز لما البنت
و تشتغل...تعتمد على نفسها يعني ساعتها
تقدر تتجوز..
إنجي بعدم إقتناع..
ممم معاكي حق...بقلكوا إيه أنا كمان زهقت
إيه رأيكوا نطلع..
سمعت صوت اسيل الضاحك لترفع رأسها من
فوق الطاولة لتسألها..فيه إيه مالك ..
أشارت لها الأخرى نحو الباب و هي تستقيم
في جلستها على الكرسي...لتتأفف إنجي
محاضرته التافهة...
بعد ساعات طويلة مرت علي الفتيات.. إنتهى
الدرس بعد نصف ساعة من وقته الأصلي
مما جعل اغلب الطلاب يتذمرون و يشتمون
المعيد في ما بينهم...
جمعن أغراضهن ثم غادرن القاعة حيث
موقف السيارات الخاصة بالطلبة..
راندا و اسيل كانتا تتحدثان حول الحفلة
عيد ميلاده الليلة بينما كانت إنجي تستمع
إليهما دون تركيز...
توقفت عن السير عندما سمعت صوت علي
يناديها..
آنسة إنجي لو سمحتي عاوز أتكلم معاكي
في موضوع مهم.. .
تفحصت إنجي ساعتها ثم ردت عليه بعجرفة
مش وقته انا تعبانة جدا...بكره نتكلم.
إستدارت لتجد راندا و اسيل تتهامسان
تتوعدهما بالعقاپ بعد قليل...ليقطع حوارهم
الصامت علي مرة أخرى و هو يلح عليها قائلا..
أنا مش هاخذ من وقتك كثير هما خمس دقائق
بس...
تأففت ثم قالت..
بنات أنا هشوفه عاوز و ألحقكوا... إستنوني.
إلتفتت نحو علي الذي شعر بالإحراج
بعد أن لاحظ تعاليها و تكبرها قائلة
إتفضل...
نظر علي حوله ليجد أنهما يقفان في طريق
عليها بترددطب ممكن نروح أي مكان غير
داه عشان الموضوع خاص شوية..
نظرت حولها لتشير له لمكان فارغ قائلة
خلينا نروح هناك.. و لو سمحت متطولش
عشان مصدعة .
سارت أمامه بضيق واضح ثم توقفت
في ذلك المكان تنظر إليه حتى ينهي
حديثه...
إنجي..ها كنت عاوز تتكلم معايا في إيه
تضايق علي كثيرا من أسلوبها المتكبر
و شعر بالندم الشديد على طلبه للحديث
معها لكنه رغم ذلك تحمل لأجله مشاعر
الحب التي يحملها تجاهها و التي كان يكتمها
عن الجميع..
تحدث بهدوء عكس إضطرابه الداخلي..
أنا مش هطول عليكي أنا بس كنت عاوز
أقلك على حاجة مهمة كنت عاوز اصارحك
بيها من زمان بس إستنيت الوقت المناسب..
إنجي بفضول..
تفضل .
علي بنفس واحد..
آنسة إنجي.. أنا بحبك.
لعدة ثوان ظلت إنجي تحدق فيه لأنها
لم تستوعب بعد مانطق به قبل
أن ټنفجر
ضحكا حتى أدمعت عيناها..
ليلا..
إستلقت سيلين على الفراش بتعب بعد ان
امضت عدة ساعات في مكتب ياسين الصغير
الذي تطوع لتدريسها اللغة العربية...
إلتفتت نحو الشرفة عندما سمعت صوت
سيف و هو ېصرخ في الهاتف...قطبت حاجبيها
بدهشة و إزداد فضولها أكثر لتقف متجهة
نحو الشرفة...
كان يواليها ظهره و مشغولا بالتحدث في
الهاتف او بالأحرى ېصرخ..
يعني إيه مش لاقيينه بقالكوا أسبوعين
بتدوروا عليه و لسه مش عارفين توصلوله...
صمت قليلا و هو يمسح وجهه پغضب
بينما يستمع لمخاطبه باهتمام قبل أن
يقاطعه مهددا..
بقلك إيه يا زفت إنت..مش عاوز أسمع
أي أعذار... في إيدك أسبوع واحد لو مالقيتوش
يبقى ماتورينيش وشك ثاني..إنت فاهم...
أبعد الهاتف عن أذنه و هو يتنفس بقوة
قبل أن يعيده من جديد هادرا بنبرة لاتقبل
النقاش..
تلاقيه و تجيبه ترميه تحت رجليا زي
الكلب...مش عاوز حد
فيكوا يلمسه
أنا اللي هخلص عليه بنفسي...مفهوم...
توقف عن الحديث برهة ثم عاد ليطلق
سبابا نابيا من بين شفتيه و هو يشتمه
فتح عنيك كويس إنت و البهايم اللي
معاك...و تأكد كويس إنه مخرجش برا
البلد علشان داه لو حصل ھقتلك مكانه..
أنهى المكالمة و هو يعيد رأسه إلى الوراء
بتعب و لسانه لا يكف عن نطق الشتائم
و اللعنات على رجاله الاغبياء الذين لم
يتمكنوا حتى الآن من إيجاد آدم..
وراء ستارة الشرفة كانت سيلين تقف
مكانها و كأنها تمثال من حجر...شعرت
بحبات العرق التي تجمعت على جبينها
رغم برودة الطقس..عيناها كانتا مثبتان
على جسد سيف الذي مازال على نفس وقفته
يتأمل حديقة الفيلا تحته...
كانت تجاهد حتى تتحرك من مكانها خوفا
من أن يلتفت و يجدها على هذه الهيأة
عندها سوف يعلم بسهولة أنها قد سمعت
حديثه..
نجحت اخيرا لتحرك قدميها للخلف بهدوء
حتى أصبحت داخل الغرفة بعيدا عن الشرفة...
رفعت كفها المرتعش لتمسح جبينها المتعرق
و هي تتنفس بقوة بينما كانت دقات
قلبها في تزايد مستمر.. نظرت مرة أخرى
نحو الشرفة للتفاجئ بسيف يحدق فيها
بغموض..
إرتجف جسدها و جف حلقها و هي تتساءل
بداخلها كيف خرج من الشرفة دون أن تنتبه
له..إبتسمت بصعوبة عندما وجدته يسير
نحوها قائلا..
مالك...وشك أصفر كده ليه
سيلين بكذب..
أصلي تعبت جدا النهاردة..ياسين صمم
إني أتعلم نص الحروف النهاردة حتى بص
إنحنت لتمسك بمجموعة من الأوراق كانت موضوعة على الكومودينو ثم فتحتها أمامه هاتفة بتذمر
أنا تخانقت أنا و ياسين عشان بيقول إن
خطي وشي..و مش بفرق بين حرف الجيم
و الباء..
تأملت تقاسيم وجهه بقلق من أن يكتشف
محاولتها في تغيير الموضوع الأصلي..
إبتسم سيف ليبعد إصبعها الذي كانت تضعه على حرف التاء قائلا..
ملوش حق يزعل القمر بتاعي...
جلس بها على الفراش قبل أن يضيف..
سيبك منه داه عيل فاشل...إيه رأيك أدرسك
أنا
سيلين..
متقولش عليه على ياسين فاشل...و بعدين
أنا زعلانة منك عشان أنت على طول برا البيت و بتسيبني زهقانة لوحدي..
سيف بغيرة..
البركة في الاستاذ ياسين...مونسك
سيلين.. بس أنا عاوزة أخرج..أنا بقالي
شهور في مصر و معرفش أي مكان هنا..
لتنحني للأمام قليلا هاتفة باعتراض
سيف أنا بكلمك..مش وقت اللي بتعمله داه.
زمجر بأعتراض و هو يقربها منه كما كانت
مستأنفا حديثه يسايرها كعادته..
اليومين دول عندي شغل كثير... بس أوعدك
هفضي نفسي و نسافر أي مكان إنت عاوزاه.
سيلين..
طيب و بعدين..اقصد لما نرجع من السفر
إنت هتروح شغلك و انا هرجع اقعد في البيت
زي دلوقتي .
زفر الهواء بقوة قبل أن يرد عليها حتى
يضمن هدوءها و عدم ڠضبها منه لينعم
بقربها الذي تمناه طويلا برضاها..
حبيبي عاوز إيه و أنا تحت أمره..
نطق بنبرة عاشقة جعلت سيلين تجاهد
حتى لا تذوب بين ذراعيه كعادتها...حاولت
تذكر كلامه منذ قليل و هو يتوعد لذلك
الشخص بإنهاء حياته دون فائدة لتنتفض
بين يديه صاړخة بنفاذ صبر..
قلت لا..مش عاوزاك تقرب مني و لاتلمسني
قبل ما نتفق..
حرك سيف حاجبه ببطئ للأعلى دلالة
على عدم رضاه على ما فعلته... لكن سيلين
تمردت و إنتهى الأمر لن تقبل أن تظل محجوزة
في هذا القفص الذهبي الذي وضعها فيه
بحجة حمايتها...
وقفت أمامه بينما هو ظل جالسا لتقول واصفة مابداخلها..
أنا زهقت...طول النهار بين أربع حيطان ببقى
بدور على أي حاجة عشان أسلي بيها نفسي
إيه فايدة الهدوم و العربيات اللي إنت جايبهملي
و أنا مش قادرة ألبسهم و أخرج بيهم برا..
ظل سيف على جموده حتى إنتهت سيلين
من حديثها...ضړب فخذه بخفة عدة مرات
يدعوها للجلوس لكنها حركت رأسها برفض
و هي تعود بخطواتها إلى الوراء قائلة بتحد..
قلتلك مش هخليك تقرب مني غير
لما... ااااه..
صړخت بدل أن تكمل حديثها عندما
بسرعة رهيبه حتى أنها لم تره عندما غادر
مكانه رغم أن عيناها كانتا مثبتتان عليه..
عاد ليجلس محتويا جسدا الصغير داخل
ثم همس في أذنها بما لم تتوقع
سماعه أبدا..
من بين يديه مضيفا بهذيان..
أيوا..ملكي لوحدي يغني إنسي إنك
تطلعي برا الفيلا من غيري...عارفة... في
الأول كنت مرتب إني أسجنك في الجناح
و أمنع أي حد إنه يشوفك بس بعدين
خفت عليكي من الوحدة..عشان كده
سمحتلك تخرجي للجنينة..
شعر برغبتها في الالتفات
نحوهه حتى
تتأكد من أن من يحدثها هو سيف نفسه
لكنه لم يسمح لها بل إستمر في الاعتراف
لها..
أنا اللي خططت إني أتجوزك...عقدت مع جدي صفقة و إتفقت معاه إنه يقبل برجوعك إنت
و طنط هدى مقابل إني مأذيش آدم..و مثلت
إن هو اللي أجبرني إني أتجوزك...أنقذت والدتك
من المۏت و جبتلك كل اللي بتتمنيه و زيادة...
هدوم شنط...عربيات و ألماس...عيشتك
أميرة...صبرت عليكي لحد ما تعودتي بوجودي
في حياتك...مغصبتكيش على حاجة رغم إني
كنت أقدر أعمل داه بس كنت عاوز اوصل لقبلك
قبل جسمك...بعد كل داه تحرميني منك...يااااه
طلعتي قاسېة أوي يا قلبي ..
يتبع.
الفصل الثاني
في قصر عزالدين...
الساعة الثامنة ليلا..
إنتهت إنجي من إرتداء ملابسها و التي كانت
عبارة عن فستان قصير شتوي و فوقه معطف
بطول الفستان وضعت أحمر شفاه صارخ
رمت لنفسها قبلة عبر المرآة لتضحك بمرح
و هي تقوم بتصوير نفسها سيلفي بعدة
وضعيات مختلفة حتى تنشرها لاحقا على
صفحة الانستغرام الخاصة بها.
أسرعت لترتدي حذاء رياضيا باللون الأسود
ليسهل حركتها ثم غادرت سريعا حتى لا
تلتقي بأحد أفراد عائلتها.
ركبت سيارتها ثم قادتها خارج البوابة
منطلقة نحو وجهتها حيث ستلتقي مع
أصدقائها..
في الأعلى...في شرفة غرفته كان هشام
يتحدث مع وفاء في الهاتف...قطب حاجبيه
بدهشة عندما لمح سيارة إنجي تخرج في
هذا الوقت..أنهي مكالمته على عجل ثم
أسرع خارجا حتى يلحق بها..
في وسط الشارع توقف بسيارته و هو يضرب
المقود پغضب بعد أن عجز عن اللحاق بها...
فكر في الاتصال بها لكنه تراجع حفاظا على
كرامته...
آه حاړقة خرجت من جوفه دلالة على غضبه
و عجزه أمام آلام قلبه..يحبها بل ېموت عشقا
في كل لحظة تمر عليه و قد حاول معها مرارا
و تكرار حتى يئس جرحت كرامته بدل المرة ألف
لكنه لم يستسلم أهانت رجولته و كبريائه
و إتهمته زورا لكنه ظل يحبها رغم إبتعاده
و إرتباطه بأخرى...
يقال أنه لا كرامة مع الحب لكنه لا يستطيع
إجبارها على أن تحبه رغما عنها...ليته
كان كأبناء عمه يستخدمون قوتهم و نفوذهم
لتحقيق ما يريدون ليته يستطيع إرغامهم
على تقبله لكنه لا يستطيع..
تمتم بضعف و هو يسند جبينه على مقود السيارة
أنا لازم أنساها و أتابع حياتي...أنا هخطب قريب
و مينفعش أفكر في ست ثانية...
تنهد و هو يرفع رأسه ليقود سيارته من
جديد نحو القصر محاولا إبعاد إنجي من
تفكيره رغم انه لازال قلقا عليها..
في إحدى النوادي الليلة الراقية التي
لا تستقبل سوى زوارها من نخبة البلاد...
الاغنياء و المشهورين.
دلفت إنجي تتمايل بجسدها الرشيق
متجهة نحو طاولة أصدقاءها اسيل و
راندا و خالد و راغب..
سلمت عليهم ثم جلست...
تحدث خالد و هو يسكب لها مشروبا..
كنا بنفكر نكمل السهرة في شقة راغب إيه
رأيك .
ترشفت إنجي كأسها لتغمض عينيها باشمئزاز
و هي تعيد الكوب فوق الطاولة پعنف قائلة
إيه داه... مية مرة قلتلك أنا مبشربش.
أجابها راغب و هو يغمزها بمرح..
ماتفكيها بقى يا نوجة...عازين ننبسط و
ننسى .
هي تقول..
و هي في أحلى من الحاجات دي...بتعدل
الدماغ و تروق المزاج و إلا إيه يا راندا.
راندا و هي تتفحص هاتفها..
كل واحد حر سيبيها براحتها يا اسيل...
إغتاضت اسيل من إجابة راندا لتلوي
شفتيها بانزعاج
فمها ثم مالت نحو راغب ليشعلها لها
و تسحب دخانها داخل رئتيها ثم
تنفثه نحو الأعلى مستمتعة بمفعوله المخدر...
تحدث خالد ليبدد الصمت مقترحا من جديد..
هتيجي معانا نكمل سهرتنا في شقة راغب
و إلا زي العادة .
إنجي برفض..
تؤ..مقدرش أتأخر برا القصر بعد الساعة
عشرة..
ضيق خالد عينيه يبحث عن طريقة مناسبة
لجعل إنجي تنظم لجلسات الأنس و السمر
التي يقيمونها كل ليلة في شقة المدعو
راغب شأنهم كشأن أغلب الشباب الاغنياء المدللين
الذين يعيشون حياتهم كما يحلو لهم تحت مسمى
الحرية و
متابعة القراءة