روايه سجينه جبل العامري ندا حسن
المحتويات
الحقيقة دي تخليها ليكي أنتي والزمي حدك هنا أنتي مش في ملك أبوكي
كانت الصغيرة تقف بينهم صامتة والآن أتى دور أن ينفرج فمها بالحديث الهادئ وهي تنظر إلى الأعلى لتأتي بوجه شقيقة والدها
خلاص يا عمتو إسراء معملتش حاجه
أبعدت فرح نظرها إلى وعد بعد لحظات وهي لا تستطيع أن تترك تلك الفتاة واقفة هكذا أمامها وقامت بتوبيخ الأخرى بتهكم وسخرية
أجابتها الصغيرة بهدوء وتودد إليها ليست قاصدة شيء
أنا متربية يا عمتو بس كنت بقولك إن إسراء مش قصدها
ڼهرتها پعنف ورفعت وجهها إلى الآخر تلقنها الحديث القاسې إليها وكأنها التي تأمر هنا
وأنتي مالك اخرسي خالص ومش عايزة أشوف الهبل ده في القصر تاني
جاتكم القرف مش عارفه ايه البلوة اللي اتحدفت علينا دي
نظروا إليها الاثنين بذهول بعدما عبرت إلى الغرفة
لقد تابعتها إسراء بعفوية ناظرة إليها وهي تتسائل أهي مچنونة أم مختلة الأمر يختلف
ابتسمت بسخرية بعد أن نظرت إلى وعد وحركت رأسها يمينا ويسارا غير قادرة على استيعاب تصرفات وحديث تلك الغريبة
وصوت ذئب مزعج للغاية يأتي إليهم ليمر عبر أذنهم من الغابة ككل يوم الحرس كل منهم في موضعه
لا يوجد اختلاف في هذه الليلة سوى تفكير من هم داخل القصر وأولوياتهم لا يوجد سوى مخططات لكل فرد بينهم كي يحصل على ما يريد
جبل وتذكره لها ولشراستها عنفوانها وحدتها وتلك القوة الهشة التي تمثل أنها عليها تفكيره كله كان حولها حول امرأة وضعها في رأسه كي يكسر أنفها ويجعلها راضخة له
بينما تغير تفكير شقيقتها البريئة للغاية هي الأخرى إسراء تحول كل ما تريده في يوم وليلة بعد أن تقابلت مع ذلك الجسد الصلب الطويل الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه ذلك الصوت الرجولي المميز ذو البحة الغريبة التي أصبحت تميزها من بين الجميع لا تدري لما ذلك التفكير به وما الذي فعله بها!
والصغيرة التي لا تفقه أي شيء مما يدور حولها بين الجميع وأولهم والدتها وعمها الق اتل الذي يهددها بها تفكيرها تغير وتحولت أولوياتها بعد أن عانقتها جدتها والدة والدها وطالبت بالقرب منها والمكوث معها ولكنها أيضا تريد العودة إلى مكان نشأتها وتلك الحياة التي اعتادت عليها
لحظة واحدة كانت هي الفاصلة بين ذلك السكون وحالة المرج تلك حدثت عندما صړخ أحد الحراس على البقية وهو يرى النيران المشټعلة خلف القصر تصعد للأعلى مصحوبة بالدخان الذي صعد معها وسبقها
لقد شعروا أن هناك نيران وعبرت رائحة الدخان إلى أنفهم ولكن هذا عاديا يحدث فلا خوف ولا رهبة
كانت النيران نشبت خلف القصر وارتفعت للأعلى ولم يلاحظ
أي حد منهم إلا عندما رصدها واحدا منهم بعينيه من الأمام بعد أن تعالت للغاية بدخنتها فصړخ عليهم جميعا وحدثت حالة غريبة من الهرج والمرج بينهم وكل منهم ترك سلاحھ في غرفة الحرس الصغيرة وسارعوا بالركض للنيران كي يخمدوها بالمياة
استمع من في القصر جميعهم إلى ما يحدث وقد خرج جبل معهم هو الآخر والتفكير ينهش عقله كيف حدث ذلك ېصرخ عليهم من كل إتجاه خوفا من أن تتصاعد أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه
كانت قد اشتعلت ببنزين وتصاعدت للأشجار الذي سكب عليها هي الأخرى بنزين وتأكلت الأسلاك المتواجد وكل ما كان في محيط خلف القصر وجانبيه
بينما في الخفاء وتلك الدوامة تأخذهم للقضاء على النيران في الخلف هبطت زينة مع شقيقتها وابنتها الدرج برفق دون إصدار صوت حتى لا ينتبه إليها أحد من الداخل وهم لم يخلدوا للنوم بعد إلا عندما يسيطروا على النيران
ترتدي بنطال من الجينز الواسع وتيشرت بنصف كم أبيض اللون وخلف ظهرها حقيبة صغيرة ليس بها إلا جوازات السفر وقليل من النقود والهواتف
لم تأخذ أي شيء آخر وقفت خلف البوابة الداخلية للقصر وهم خلفها تنظر إلى الخارج لترى أن كان هنا أحد يراها فلم تجد فسارعت معهم للخارج تركض إلى أن وصلت إلى البوابة الخارجية بوابة قصر العامري نظرت إليها بابتسامة واسعة وقلبها يدق پعنف وقوة مزيج من المشاعر كالخۏف والسعادة يمكثون داخلها
فتحت البوابة وأخرجتهم استدارت تنظر إلى الخلف لترى النيران تبدأ بأن تخمد فابتسمت أكثر وهي تراهم من بعيد والجميع يركض ثم خرجت خلفهم سريعا
خرجت من قصر العامري! خرجت بابنتها وشقيقتها الآن تراقصت السعادة والفرحة على أعتاب قلبها بدلا من ذلك الخۏف الذي أرهبها الآن تحررت من سجن جبل العامري الآن فقط تستطيع أن تقول إنها امرأة حرة قوية لا أحد يستطيع ترويضها
كان الهروب أمر صعب للغاية الفرار من جزيرة العامري مستحيل ولكنها امرأة قوية نالت منها الصعاب ونالت هي من المستحيل
قم بالتسجيل أيها التاريخ داخل كتبك زينة مختار هربت من سجنها
قصر العامري ونالت من العائلة بأكملها أكتب أنها لازت بالفرار من جزيرة العامري ولن تكن مرة أخرى سجينة جبل العامري
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالسابع
نداحسن
أشعلت النيران بقلب الجميع تتخذها سبيلا للهرب من سجنها تحلم بالفرار فانقلب كل شيء على رأسها وأشتعلت النيران بقلبها
وقفت زينة في منتصف الغرفة بين ابنتها وشقيقتها تنظر إليهم وهم يبادلونها النظرات المستغربة بعدما استمعوا إلى حديثها الذي لم يدلف عقلهم
تقدمت منها إسراء تنظر إليها بغرابة تتسائل
قصدك ايه أننا هنمشي دلوقتي وبعدين فين حقك وحق وعد اللي جينا علشانه
تابعت النظر إليها هي الأخرى وقالت بجدية
أنا مش عايزة أسمع أي أسئلة ولا أي كلام
أشارت شقيقتها بيدها إليها وهي تود حقا أن تفهم ما الذي تريد فعله فتابعت
يعني ايه زينة إحنا جينا هنا علشان كده مش علشان نتمرمط ونرجع تاني
أكملت زينة مؤكدة على حديثها بقوة كما كانت
قولتلك لازم نمشي من هنا وكلامي يتسمع لحد ما نخرج من الجزيرة
تسألت إسراء باستغراب تحت أعين الطفلة الصغيرة التي تتابع ما يحدث
طب ليه كل ده
نظرت إلى ابنتها التي تقف معهم لا تريد أن تتحدث أمامها أو تشرح أي شيء لا يجب أن تعرفه عادت بالنظر إلى شقيقتها قائلة بجدية
هما مش ناويين يدوني حقي عايزين نقعد هنا ووعد تقعد معاهم لكن ناخد حقنا ونمشي لأ
تسائلت مرة أخرى بعين متسعة
يعني ايه
أردفت زينة بعد أن تنهدت بعمق
يعني لازم إحنا نمشي من هنا لأنهم مش هيسمحولنا نعمل ده
أقتربت منها إسراء ونظرت إليها بقوة تفوهت قائلة بجدية
زينة بس إحنا لو رجعنا دبي تاني هنعيش إزاي
تقدمت زينة من الفراش تجذب حقيبة ظهر صغيرة ثم أجابتها
هتصرف أنا هتصرف متقلقيش
نظرت إليها وتابعت قائلة بصوت جاد
يلا سيبي الهدوم مش هناخد حاجه غير الموبايلات والشواحن وجوازات السفر مش هنعرف نطلع من الجزيرة بحاجة
تذكرت إسراء أن لا طريقة للخروج من الجزيرة سهلة عليهم فسألتها
هنخرج من طريق النيل ولا الغابة
تنهدت الأخرى بضيق كبير وهناك ثقل تشعر به على صدرها ولكنها بدأت بفعل ذلك الشيء فعليها الانتهاء منه
النيل أنا مضمنش الغابة دي فيها ايه ولا هنخرج منها إزاي
أكملت وصلة الأسئلة الذي وقعت بها قائلة وهي تتابع حركاتها بعينيها الزرقاء
ومين هيعدينا النيل
ابتسمت بارتياح وهي تحاول أن تجعلها تطمئن مردفة
أول ما نخرج من القصر ونقرب على النيل هكلم عماد صاحب يونس يقرب مننا أنا اتفقت معاه أنه هينقلنا يارب بس محدش من الحرس اللي هناك يشوفه
تابعت وهي تتقدم من باب الغرفة بحزم
حطوا الحاجة في الشنطة أنا هنزل أعمل حاجه وطالعه
هبطت زينة على الدرج متجهة إلى الأسفل تتلفت هنا وهناك بعينيها لترى أي أحد من العائلة ولكن الجميع كانوا متواجدين في غرفهم بالأعلى
توجهت إلى المطبخ وهي تسير سريعا دلفت إليه ولم تشعل الضوء داخله بل أكملت المسير في العتمة إلى أن وصلت إلى الباب المتواجد
به لتعبر منه إلى خلف القصر مباشرة دون أن يراها أحد من الحرس
فتحت الباب بهدوء وبطء شديد أخرجت رأسها لتنظر إلى الخارج ربما يكن أحد هناك ولكن لم ترى أحد فخرجت إلى خلف القصر تختلس النظرات بعينيها في كل إتجاه وقد كانت أحضرت من قبل ما ستحتاج إليه في مهمتها
سارت بهدوء دون أن تصدر أي صوت إلى شجرة كبيرة متواجدة أمام سور القصر كان خلفها جردل كبير قليلا فتحت الغطاء ونزعته من عليه وهي ترفع رأسها تنظر إلى الأعلى خوفا من أن يراها أحد ثم حملته على يدها الاثنين وسارت تسكب ما به في كل مكان يقابلها على الأرضية والأشجار بأوراقها حتى جدران القصر من الخلف لقد كان بنزين سريع الاشتعال سيساعدها في الهروب من هنا تركته في الأرض ثم ألقت بعض الأخشاب وفوقهم قطعة قماش كبيرة
توجهت لتحمل الجردل مرة أخرى وسكبت فوق الأخشاب ورائحته النفاذة تدلف إلى أنفها بقوة تركته مرة أخرى على الأرض
عادت للخلف خطوة وتقدمت من باب المطبخ نظرت إلى كل ما فعلته ثم أخرجت القداحة من جيب بنطالها الجينز أشعلتها وألقت بها على الأرض فنشبت النيران سريعا دون أي مجهود نظرت إليها بعينين واسعة وهي تراها تصعد إلى الأشجار وتتأكل في الأرض متجهة إلى الجانبين وترتفع مع تلك الأخشاب الذي ألقتها في الأرض اتسعت شفتيها بابتسامة واسعة وهي ترى أن ما رغبته بات قريبا للغاية منها وستبتعد عن هنا في الحال
دلفت إلى الداخل سريعا وأغلقت الباب كما كان وكأنها لم تفعل شيء وسارت بهدوء وبطء لتخرج إلى ردهة المنزل تتلفت ثم عندما أدركت أن المكان أمن تحركت سريعا وقدميها تبتعد عن بعضهم بقوة لتصعد إلى الأعلى تنتظر ما سيحدث من مرج وهرج بعد قليل لتتخذ هذه الفرصة سبيلا للهرب
مر كل هذا على ذاكرتها وهي تبتعد عن قصر العامري فقد حدث كل هذا قبل قليل قبل أن تخرج من القصر وتحصل على الحياة تود لو تصفق لنفسها
لأجل حصولها على الفرار منه
سارت بسرعة هي وشقيقتها وابنتها بيدها تبتعد عن هنا بفرحة كبيرة والإبتسامة على وجهها مرتسمة باتساع تتابع وهي تسير بخطوات اشبهت الركض البيوت الخاصة بهم الغريبة ككل المناطق النائية
يالا الفرحة أكان يريدها أن تستمر معه هنا على هذه الجزيرة الغريبة هي وكل سكانها الذين يضعون الثوم والبصل مربطين بأحبال في شرف المنازل
لقد لازت بالفرار وما بقي إلا دقائق كي تكون خارج الجزيرة وهم في الخلف يحاولن إخماد النيران خرجت ضحكة مباغتة منها وهي تشعر بالانتصار فوجدت تلك اليد القوية تقبض على ذراعها فجأة دون سابق إنذار
نظرت إلى شقيقتها معتقدة أنها هي من أمسكت بيدها ولكن يد شقيقتها كانت جوارها فاستدارت واقفة تنظر إليه!!
إنه هو! وقع قلبها بين قدميها واختفت تلك الضحكة التي كانت على شفتيها منذ قليل وذراعها في قبضة يده يضغط عليه بقوة وغل شديد وملامح وجهه لا تنذر بالخير أبدا
وقفت إسراء جانبها تقترب منها تحتمي بيها وفي نفس الوقت تحاول أن تحميها من نظرته إليها وقبضة يده التي استشعرت قوتها
شعرت بالخۏف وهي ترى عاصم يقف خلفه والسلاح بيده ونظرات عينيه موجهة إليها بقوة وكأنه يتوعد لها وبجواره ذلك جلال يقف مثله خلف جبل ينتظر الإشارة منه والجميع في حالة صمت
ضغطت زينة على يد ابنتها بقوة تتمسك بها خوفا من أن يأخذها منها عنوة عيناها تنظر إليه بحدة تتابع نظرات عيناه الخضراء المخيفة
ضغط على يدها بقوة ونظر إلى شقيقتها بطرف عينه ومرة أخرى إلى ابنتها التي تمسكت بوالدتها فابتسم هو بشړ ينظر إليها قائلا بجمود
مش كنتي تقوليلي إنك عايزة تمشي علشان اسهلك الطريق!
تابعت النظر إليه دون حديث وقد شعرت أن سمائها انطبقت على الأرض من أسفلها وډمرت كل شيء لم تقوى على الحديث بل تنظر إليه بصمت تام لا تعلم ما الذي من المفترض أن تقوله ولا حتى تفعله ولا تدري ما الذي سيفعله هو بها
أكمل وهو يجذبها من ذراعها پعنف وقسۏة
تعالي الوقت دلوقتي ميسمحش أنكم تنزلوا النيل
تحطمت أحلامها وذهب كل ما فعلته لأجل الفرار هباء فلا شيء أتى بنفع مع ذلك الجبل الصلب الذي احتارت في وصفه
بعد أن جعلت الحريق ينشب في القصر ويلتهي به الجميع وهو من بينهم وذهبت على أول الطريق وخرجت من القصر وأقتربت من الوصول إلى النيل والخروج من الجزيرة أتى هو لينهي كل هذا كأنه لم يحدث من الأساس لقد أتى في الوقت المناسب حقا
شعرت بالسخرية الغريبة لأجل كل ما عاشته هنا إلى الآن أهو إلى هذه الدرجة مسيطر ومتحكم ليفهم ما حدث ويأتي خلفها بهذه السرعة
سارت معه وهو يجذبها عائدين إلى القصر استدارت برأسها تنظر إلى الخلف ترى النيل كان على بعد خطوات منها يبدو أنها كتب عليها أن ترى وتعلم الكثير عن الجزيرة وأهلها لم يكن مقدر لها
الخروج بهذه السهولة
وقف جبل أمام بوابة القصر بعد أن عادوا إليها مد يده إلى حقيبة ظهرها جذبها منها ثم أعطاها إلى عاصم الذي أخذها منه وأشار إليه قائلا
دخل الآنسة إسراء ووعد وخد بالك منهم كويس
أقتربت إسراء من زينة تقف جوارها وفعلت ابنتها المثل تتمسك بيدها بقوة وصاحت قائلة
وزينة هتروح فين
ابتسم إليها بسماجة وبرود قائلا
متقلقيش
متابعة القراءة