روايه امراه العقاپ
المحتويات
بجوارها وهي توليه ظهرها ويهمس في حب
مالك ياحبيبتي
بكت ولم يكن بكاءا مزيفا بل ربما لأول مرة تبكي من أعماقها لكن السؤال هنا ما السبب الخفي وراء بكائها !
ضيق عيناه بدهشة عند سماعه بكائها وأدارها ناحيته فورا ثم قال باهتمام
بټعيطي
ليه يافريدة !
تنفست الصعداء وتمالكت نفسها من البكاء قليلا لتهتف بنفس عاجزة
استغرق لحظات طويلة يستوعب ما سمعه للتو منها ليبتسم باستنكار ثم يهتف بنبرة قوية
اتجوز !!!!
أيوة وأنا بنفسي بقولك اتجوز ده حقك طالما أنا مش هقدر اجبلك الطفل اللي نفسك فيه و
لم يدعها تستكمل ثرثرتها فكلما تطرح عليه أمه تلك الفكرة يستشيط ڠضبا والآن تلك الحمقاء تطلبها بذاتها رغم معرفتها أن الأمر بات طبيعيا بالنسبة له ولم يعد يهتم به كثيرا
أنا عندي استعداد إننا نصبر لعشر سنين قدام كمان لغاية ما ربنا يكرمنا بالطفل اللي بنتمناه لكن إنتي معنكديش أمل يافريدة وبتدوري على الحل الأسهل واللي أنا لا يمكن اوافق بيه
أطرقت رأسها أرضا وأغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وقوتها الهشة لتستكمل ذلك الحديث فلولا أسمهان التي أجبرتها وهددتها لما كانت الآن تجلس أمامه وتحاول أقناعه بالزواج من أخرى !
احنا لينا سنين بنحاول ومفيش فايدة ومتحاولش تقولي إن موضوع الأطفال مش فارق معاك أنا عارفة وحاسة إزاي أنت نفسك في طفل يشيل اس
نامي ياحبيبتي وارتاحي والموضوع ده متفتحهوش معايا تاني وطلعيه من دماغك
ثم انتصب في وقفته واستدار وغادر الغرفة ليتركها تتخبط قهرا وغيظا تتوعد لتلك الشيطانة أسمهان المتسببة بكل شيء وبالوضع الذي هي فيه الآن !!
استفاقت من ذكرياتها وقد احتدم وجهها بنيران الحقد والغل الآن هي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة الحمقاء وقليلة الخبرة بل أصبحت أكثر شراسة وشړا لم تعد تهتم بأي شخص سوى هدفها وستبدأ أول
شيء بالزهرة الضعيفة جلنار ومن ثم ستتفرغ للأفعى الكبرى أسمهان
في صباح اليوم التالي بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة
متضربيش مش كفاية شايلك الأكياس بتاعتك
جذبته من ملابسه وانحنت عليه تهتف بنظرة خبيثة وابتسامة عريضة
زفر پغضب وقال مغلوبا على أمره وهو ينحنى ليحمل الأكياس مرة أخرى
هشيل بس متضربيش
ضحكت وقالت بمرح
أنا برضوا بقول هو مفيش غير الواد ميدو في الحارة دي كلها حبيبي يعني قولي كدا أنا من غيرك كنت هلاقي مين يشلي الطلبات
صاح بعصبية وهو يشير بعيناه على قرنائه اللذين يلهون ويلعبون من حولهم
ماهو العيال كتير ولا هو مفيش غيري
ضړبت على رأسه بخفة وهي تهتف مستكملة مزاحها
يالا ياعبيط دول أطفال أبرياء لكن أنت مش طفل ومتكترش في الكلام معايا احسن الف وارجع لعمي مدحت
خلاص ياعم
وصلت أمام باب بنايتها الصغيرة المكونة من طابقين تسكن هي وجدتها العاجزة بالطابق الثاني وجارتها الست سميحة بالطابق الأول
سمعت صوت جارتها الفضولية التي تطل من نافذة منزلها
يامهرة
التفتت لها بجسدها كاملا ثم أشارت للفتى الصغير أن يترك الأكياس ويذهب اقتربت من نافذتها ووقفت أمامها تقول بلهجة كوميدية
نعم ياخالة سميحة
نظرت سميحة لشعر مهرة الناعم والذي يعطي لونا بنيا بعض الشيء وترفعه بذيل حصان ثم قالت
بتحطي إيه لشعرك ده أنا شعري جربت فيه كل حاجة ومفيش فايدة
انحنت برأسها عليها وهمست في جدية ظنتها حقيقية
اقولك على الحل
هتفت بنظرات متشوقة ومتحمسة
قولي
احلقيه وسبيه ينبت من أول جديد
ألقت بجملتها ثم هرولت مبتعدة عنها لتحمل أكياسها وتتجه بهم نحو شقتها فتسمع صوت جارتها وهي تهتف بغيظ ممكسة بخصلات شعرها المعقدة تفك العقد
احلقه قال ده أنا شعري حرير !
كان عدنان جالسا على مقعده أمام المكتب في شركته وينهي بعض الأعمال المهمة ويرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ولم يرفع نظره عن الأوراق إلا عندما وجد الباب ينفتح ليظهر من خلفه شاب في اوآخر عقده الثالث طويل البنيه ولديه جسد رياضي مثير مع عينان عسلية وبشرة قمحية
عاد بنظره مرة أخرى إلى اوارقه وقال بجدية بعدما رأى ابتسامته الواسعة
المرة دي اعتبر نفسك مرفود لو قولتلي مخلصتش الملف لسا يابشمهندس
ارتفعت صوت ضحكته العالية وتحرك باتجاه المقعد المقابل لمكتبه ليجلس عليه ويلقى بالملف أمامه على سطح المكتب وهو يقول بغرور
عيب عليك يا بوص هو أنا برضوا بتاع الحركات دي
ضحك عدنان بخفة ثم التقط الملف وقال
بنظرة ماكرة من
متابعة القراءة