روايه بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف

موقع أيام نيوز


بالهين وما عاشته دمر حياتها الماضية وعواقبه ستؤثر على حياتها القادمة ولن يشفى قلبها بعد ثم نطقت بشرود 
الناس بيحكموا على بعضهم بالمظاهر يعني يشوفوني مثلا بلبس وبهتم بنفسي وعندي عربية وبخرج كل يوم بطقم شكل ويفكروا اني نسيت اللي راحوا طالما بخرج وبلبس ميعرفوش إن الدموع ساكنة العيون مهتمشيش ولا هتفارق 

ميعرفوش إن ورا اللبس فيه قلب عمره ماهيخف ولا هيشفى من ندوب علمت فيه وخليته مقفول من التعامل مع أي حد 
المظاهر خداعة قووي يامتر عاملة زي ترعة مغميها الريم من كل مكان واللي يشوفه يفتكره ارض خضرا ومنظرها جميل وممكن رجله تسوقوا يروح يقعد فيها علشان يتنعم بجمال خضارها وهوب يلاقي نفسه وقع وغرق .
كان متمعنا في كلامها بشدة وشعر بمدى حزنها الشديد وأنها تحمل هموم الجبال فوق رأسها يكاد يخسف بها ثم هدأها بكلامه الذي أحبته 
متحمليش هم بعد الصبر جبر وكلنا وقت أزماتنا بنشوف اننا موجوعين وإن الۏجع ملهوش مثيل ومهيخفش لكن ربنا رزقنا نعمة النسيان نعمة الأهل نعمة الصحاب نعمة حب جديد يروح عن قلوبنا ووقتها بيوبقى دي العوض من عند ربنا ومش بس عوض له دي الحياة الحقيقية بعد الۏجع الكبير .
نظرت له بابتسامة وقد استطاع تبدل حزنها ثم وصلتها رسالة من منة الله انها لم تستطيع المجيئ نظرا لمرض والدتها المفاجئ مما جعل ذاك الجاسر فرحا لعدم مجيئها وظل يتحدثون وقد استطاع جذبها إليه دون مط أو حشو فارغ وحقا تلك الجلسة بدلت من حزنها كثيرا وأحست بأنها امرأة مرغوبة أحست بوجودها أحست بأنوثتها التي أضمرت أعواما وأعواما 
إلى أن استمع كلتاهما إلى الأغنية التي استغلت في المقهى تليق بحالتهم وكأن صاحب المقهى ساحرا ليس إلا مما جعلهم يستمعون إليها بإنصات محبب إلى قلبهم والبسمة مرتسمة على وجههم فحقا من يراهم يظن انهم عاشقان فكانت تلك الغنوة
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم الطبيب جنبي الشمال ده بتجي له شكة
من حالي طول الليل بتشكى
عرى وكشف شاف الهموم
بص بأسف وقال لي قوم
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
ما تروحش يا ابني لطبيب يطبك
إنت علاجك حبيب يحبك
عم العطار إعملي من عندك
تحبيشة
أحلي بيها مرار العيشة
بص وسأل فين يوجعك
فرح وزعل مين يسمعك
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
أنا قلت بلوتي في الكتمان
قال لي دواها أصحاب جدعان
يا لالالي يا لالي يا ليل
آه يا لالالالي يا لالي يا ليل
شيخ العرب أديني مدة دايخ مدوخ
هات الخلاصة أنا وضعي بوخ
قال لي دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر باتع
قال لي
دواك وبلاش تقاطع
عند العجيب أبو سر
باتع
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
أنا قلت إيه قال لي يا متعوس
كل العلل دواها الفلوس
يا طول غلبي يا طول توهتي
يا آهة جديدة على آهتي
دواك لاذذ ونفسي أذوق
لكن عازز ومش في السوق
انتهي_البارت
البارت_الخامس 
تمضي بنا الأيام ونحن حائرون نقف على مفترق الطرق لانعرف هل نعود أم نتقدم 
أراوحنا أرهقت مشاعرنا ذبلت فقدنا طاقة الشغف في الحياة ليس أمامنا غير كلمة
يارب في كل وقت كي ينعم علينا براحة البال فكلنا متعبون كلنا شاردون كلنا نمتلئ من الهموم ما يكفي ويفيض كلنا نبحث عن السعادة فهل منكم من حصل على السعادة مطلقا دوم أي شوائب وقتا فائضا يتذكره طيلة عمره
كلمات_بلسان_أبطالناأجمع
بقلمي_فاطيما_يوسف
عادت سكون الى شقتها منذ البارحة ولكن تشعر بالحزن الشديد لطالما فشلت محاولتها في وجود جنينها داخلها وعرضت حياتها للخطړ دلف إليها عمران وبيده كوبان من الأعشاب الطبيعية التى أوصت الطبيبة أن تحتسيهم ثم وضعهم على المنضدة الموجودة في الشرفة بعد أن انتهيا من صلاة الفجر فقد أمها عمران في الصلاة وهي من طلبت منه ذلك أن يشاركها اليوم صلاة الفجر 
ناولها الكوب بابتسامة تنم عن مدى راحته في وجودها الآن بجانبه فقد كان يشعر بالوحدة في ابتعادها بشدة 
تعرفي مكنتش عارف آكل ولا اشرب ولا أعيش من غيرك ياحبيبي طول الأسبوع دي وجودك في المكان مهم قوووي 
واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الترجي 
أرجوكي تهدي شوية معايزينش عيال إلا لما تتحسني ومتتهوريش تاني .
التمعت عينيها بغشاوة الدموع وهي تحتضن الكوب الساخن بين يديها الصغيرتين وهي تردد بطاعة مجبرة عليها 
حاضر ياعمران .
شعر بالاخت ناق من رؤيته للمعة الدموع في عينيها وملامحها المنطفئة وشغفها الذي قل ثم تحرك بالكرسي وجلس بجانبها واحتضن كفها بين وجنتيه وهو يمسح بسبابته دمعة شاردة من عينيها لينطق بعتاب 
طب ليه الدموع ليه الحزن ليه البكا 
والله والله قلبي ما مامتحمل كل الۏجع الساكن ضلوعك دي ياسكون فين بسمتك فين ايمانك الكبير اللي اتعلمته علي يدك 
انت حركتي جبل جوايا ماكان يهزه الريح بفضل ربنا ووقوفك جمبي علمتيني ان معنى السعادة الحقيقي في وجودنا إحنا الاتنين جار بعضنا مرتاحين البال ليه بقى تخلي الموضوع دي بقي شغلك الشاغل لا انت هتركزي في شغلك ولا هتركزي في الدكتوراة اللي فاضل لك حاجة بسيطة وتنهيها 
وأكمل مداعبا إياها وهو يغمز لها بكلتا عينيه 
ولا مركزة خالص معاي ووراكي منهج بالكوم كد اكده وانت عارفاني عندي ضمير في منهجنا بالقووي وبصراحة بقى أنا قربت أفرقع من بقالك اسبوع بحاله وانت بعيدة .
ضحكة خاڤتة أطلقتها أخيرا من دعابته ثم عقب عليها وهو يجذبها من رأسها مقبلا إياها
أيوة اكده اضحكي ياشيخة خلى الدنيا تنور 
ثم سألها كي يطمئن عليها 
طمنيني عليك عاملة كيف دلوك لسه چرحك هيوجعك 
بللت شفتاها الجافة بلسانها ثم طمأنته 
الحمد لله اتحسنت كتير والعلاج اللي باخده فيه مسكنات وبقيت كويسة.
ربت على ظهرها بحنو
ثم هتف بحمد 
الحمد لله طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده.
تنهدت بعمق وهي تشعر بفقدانها للشغف في الحياة ثم تحدثت بنبرة بائسة أوجعت عمران 
هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين .
ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة 
طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !
زفرت أنفاسها بثقل ورددت پألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة 
معلش ياعمران ممكن رحمة تروح معاك علشان أنا مودي مش مظبوط ومش عايزة أشيلك همي وحزني كفاية مشاكل شغلك اللي مهتنتهيش .
رفع حاجبه مستنكرا ما قالت 
وه ! كيف يعني مشيلش همك وكيف يعني مشاركيش حزنك 
انت هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل .
وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت 
معلش حقك علي هروح اكمل نوم علشان حاسة بصداع مش مخليني مركزة .
نفخ بضيق وهو يمسح على خصلات شعره من تغير

سكون وحزنها الدائم ولم يعرف كيف يتعامل معها ثم نفث همه وأخرج سجائره وبدأ بح رقها وهو يجلس على الكرسي مستندا برأسه وقد أوشكت شمس النهار أن تشرق لتعلن عن ميلاد يوم جديد 
ظل على حاله هكذا حتى أصبحت الساعة السابعة صباحا فدخل إلى الحمام وأخذ حماما باردا كي يهدأ من ثوران ج سده الذي تغزوه الحرارة 
بعد قليل انتهى من ارتداء ملابسه وارتدي زوجا من الأحذية الرياضية البيضاء فذاك اللون أغلب ألوان الأحذية المفضلة لديه ثم خطى تجاه سكون وجدها نائمة فأزاح خصلاتها الشاردة من على وجهها وأزعجه كثيرا رؤية ملامحها الباكية مما جعله نفخ بضيق شعرت به من أنفاسه الساخنة التى لفحت وجهها ولكنها مازالت مغمضة العينين فډفن كف يده بين خصلات شعرها هامسا بجانب أذنها بنبرة متعبة 
والله حرام عليكي اللي هتعمليه فينا دي اني عارف انك سمعاني ياسكون متحاوليش تدخلي روحك في حالة اكتئاب وتوبقى من القانطين لإرادة ربنا ارضي ياحبيبي علشان ربنا يرضى عنينا .
ما زالت مغمضة العينين كما هي وهي تعطيه ظهرها ولكن خانتها عينيها بدموعها التى هبطت على وجنتيها حتى استقرت على كف عمران مما أرعبه عليها ولكن مابيده شئ يقدمه لها الآن وما فعل سوى أنه جذبها إلى أحضانه الحانية وخبئها بين ضلوعه وما كان منها إلا أنها تمسكت بأحضانه بشدة وقد زادها هم الحكم عليهم بالفراق فهي أصبحت متيقنة الآن أن زينب لم تتحمل الصبر ولن تصمت تود أن تظل داخل أحضانه تود أن يأخذها ويعيشا في مكان بعيد لم يعرفهم أحدا فيه كي يستطيعا مدواة بعضهم البعض ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فمن المستحيل أن يترك عمران أبويه وهو ابنهم الوحيد لذلك كلما صال عقلها وجال تزداد الدموع سقوطا وحقا من يرى عينيها الآن يطلق عليها لقب مدينة الدموع ظل في أحضانها وهو يربت على ظهرها بحنو ويحثها بكلماته الراقية الناعمة لها أن تهدأ حتى شعر بانتظام أنفاسها ويبدو أنها غفت من كثرة الدموع التى أشعرتها بالثقل في رأسها فوضعها على الوسادة ودثرها بالغطاء بعناية ثم قبلها من رأسها ومن ثم عينيها المنتفختين بالبكاء ليقول لها بهدوء وهو يتعامل معها كما أنها طفلته الصغيرة التى يخشى عليها من نسمة الهواء أن تصيبها بالبرد 
نامي وارتاحي يابابا ربنا يريح قلبك يارب .
ثم قام من مكانه وهو يحمل أشياؤه وخرج من شقته وهو يشعر بأن هموم الدنيا تكومت فوق رأسه من حالتهم هو وزوجته ولكنها إرادة الله وما إن أراد رب العباد في شؤون عباده فما علينا إلا الحمد والرضا بما قضاه علينا 
فور نزوله وجد والدته تجلس في بهو المنزل تمسك مسبحتها وبيدها ذاك الكتيب الصغير ويبدو أنها تقرأ اذكار الصباح وما إن شعرت بوجوده الآن ورأته قادما عليها حتى وجدت أنها أتتها الفرصة كي تتحدث معه وحدهم دون وجود زوجته أو أبيه
أو حتى إحدى أختيه أقدم عمران إليها وقبلها من رأسها وهو يلقي عليها تحية الصباح
صباح الخير ياحاجة كيفك 
ربتت على ظهره بحنو وردت صباحه 
صباح الخير يا حبيبي 
ثم أكملت وقد تبدلت معالم وجهها الباسمة إلى أخرى لائمة إياها 
بس مش زينة خالص ياعمران وزعلانة منك انت ومرتك وشايلة في قلبي منيكم شيلة تقيلة قوووي ياولدي .
تنهد بثقل وألم نفسي شديد فهو ما كان ينقصه عتاب ولوم والدته الآن فما فيه من تعب وهموم يكفي العالم أجمع ولكن حاول تهدئة حاله ونحى همه على جانب فذاك طبع الرجال في شدتهم أقوياء وعاطفتهم لابد أن يتغلبوا عليها مهما بلغ حزنهم ثم سألها بنبرة تبدو أكثر هدوءا
ليه اكده ياحاجة إحنا صدر منينا ايه عاد يزعلك دي حتى ولا اني ولا مرتي
 

تم نسخ الرابط