روايه بغرامها متيم بقلم ياسمينا يوسف
المحتويات
بإذن الله بس كله بأوانه .
لم تتفائل زينب من كلامها الذي صبرت به حالها كثيرا ثم قالت بتشاؤم يملئ نبرتها
مش باين يابتي دول بقى لهم أربع سنين متجوزين ومش باين لهم أي علامة وأني ولا بعرف انام الليل حتى من كتر الفكر فيهم.
مطت شمس باستنكار لتشاؤمها ثم طمئنتها
ياطنط ماما دايما كانت بتقول لي مبيخلاش من عند الله رزق ومبيمنعش إلا علشان يدي ويجبر بالكتيير قووي جبر يتعجب له أهل السما و الارض
واسترسلت وهي تحلم بمستقبل أفضل
وبالرغم من كده بحاول اصحي وأعيش يومي وأنفض عن دماغي همي اللي عايشة فيه وتصوري إن محاولة خط في جت لمصلحتي قووي عمي كلمني وقعد يتحايل عليا أتنازل عن القضية لأن اسمه جه فيها وهيديني حقي كامل ومش هيقرب لي تاني بس أنا لسة مستنية أخد رأي أبيه ماهر علشان هو المتكفل بقضيتي كلها يعني بالمختصر يا أمي رب ضرة نافعة .
والله يابتي إنتي عنديكي عقل زين ووشك كيف النسمة وكلامك كيف البلسم اللي هيرطب على قلب الواحد وينسيه همومه وكلك على بعضك حلوة قوووي وتستاهلي زينة الشباب كلاتهم ومحبتك دخلت قلبي ومهخلكيش تمشي من اهنه واصل إلا لما أطمن عليكي مع إللي يستاهلك ياحلوة إنتي ياقمرة .
شكرا ياطنط على كلامك الجميل واحتوائك ليا شكل مايكون ربنا بعتك ليا علشان كنت في الحالة اللي أنا فيها واللي حصل لي كنت هتمنى المۏت بس أكيد اللي حصل لسبب عند ربنا هو الأعلم بيه بس معنديش شك إن كله خير .
دق قلب زينب بسعادة فكلام شمس لها أسعدها كثيرا ثم ربتت على ظهرها بحنو لتقول بمغزى وهي تتفحصها بإعجاب من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها
ايه يا أستاذ فارس رحت هناك وقلت عدولي ولا جبت لي طلبي اللي بعتك علشانه هو مش كان اتفاق بينا وانت وافقت وعشمتني ورحت قعدت تحب لي هناك وبتلف ورا الدكتورة بنت البواب وطنشتني خالص .
تأفف فارس بضيق شديد على إصرار والده فيما يريده ثم هتف برفض قاطع
تنهد بقوة فأغلقت عيناي فارس من هول زفيره الذي وصل إلى أذنه ثم ألقى على مسامعه بصوت هدر
طب وراس عبير أمك الله يرحمها مطرح ما راحت وسابت لي عيل خيخ زيك مش عارف يلم أعصابه شوية ويسترجل ويحافظ على اللي انا بنيته ومش هسمح لك تهده يا بن عبير .
قلت لك مېت مرة ما تجيبش سيرة أمي على لسانك تاني
اقول لك على حاجة أحسن انت تنساني وتطلعني من حياتك ومش عايز منك ولا فلوس ولا مستشفيات ولا حتى اسمك عايزه انا كرهتك وکرهت اسمك وکرهت حياتي كلها بسببك
ابعد عني يا عماد .
اندلعت ثورة الڠضب من عماد وهو يستمع إلى كلمات ابنه اللاذعة له وهدده بثقة
احترم نفسك وانت بتتكلم معايا يا ولد واعمل حسابك انت مش هتمشيني على كيفك ولا حتى نفسك هتمشي على كيفك
أدمعت عيناي فارس عندما ذكره بجثمان والدته الذي مازال تحت قبضة يد أبيه وهو يريد أن يسابق الريح ويذهب إلى ذاك العماد ويشق ضلعه بخنجر مسمۏم ويتخلص منه ومن أذاه وهتف بنبرة ذليلة لذاك القلب المتبلد المتحجر
انت ايه يا شيخ قلبك ده قلب حجر انت اصلا مش بني ادم ولا تنفع تكون اب ولا كنت ليها زوج وراجل !
هو جسمها ناقص حرام عليك مش كفاية ان انت ما دفنتهاش لحد دلوقتي انت عايز توصلني اني اڼتحر واسيب لك الدنيا كلها واشبع بيها بقى يا عماد .
ض رب عماد بقبضة يده على مكتبه وصاح به محذرا إياه
تلاحقت أنفاس ذاك الإبن المقهور وأصبح الآن يشعر بالاختناق الشديد وأنه على مشارف المۏت بسبب النقاش اللاذع الذي
حصل بينه وبين أبيه عديم الرحمة ثم اصر على رفضه
اعمل حسابك مهما عملت مش هعمل اللي انت عايزه مني الناس هنا غلابة قوي ابعد عنهم بشرك وكفاية الميغة اللي انت بتعملها هناك يا اما انا كمان هقلب الترابيزة عليك وټهديد قصاد ټهديد وتبقى خربت على دماغي ودماغك انت اكتر مني بكتير انا ما عنديش حاجة اخسرها انت كل حاجة عندك هتخسرها .
ذم عماد شفتيه پغضب من رأس فارس اليابس ثم هدأ من نبرة صوته وهو ينهي النقاش الذي احتدم بينهم كالمعتاد آمرا إياه
طب ارجع لي بقى مصر هلغي انتدابك قدامك يومين بالظبط تشوف فيهم حالك .
فور أن أدلى عليه أمره بتلك السلطة شعر وطلب منه ترك تلك البلدة حتى هوى قلبه بين قدميه وظل ينقبض وينبسط في آن واحد كأن أحدهم يطلب منه أن يخرج من الجنة كي يسقطه في الچحيم السعير وضع يديه على أذنيه يصمهما عن أكثر صوت يكرهه في حياته والآخر على ثرثرته التي جعلته ص رخ پقهر يدمي القلوب
بسسسسسسسس اسسسسسسسكت هو انا عبد المأمور تعالى يبقى يجي لك سافر ڠصب عنك يسافر مش راجع ومش جاي لك ولا عايزه اشوف وشك خالص ابعد عني بقى انا کرهت نفسي بسببك ابعد عني .
ثم أغلق الهاتف في وجهه مما جعل الآخر يلقي بهاتفه عرض الحائط حتى وقع هشيما في أرجاء المكان وهو يهتف بعلو صوته بسباب مغلف پغضب عارم هو الآخر
أبو اللي جابك على عبير على القرف اللي انا شايفه بسببك إن ماندمتك يابن عبير على اغلى حاجة عندك مبقاش أنا ولا اني اسمح لك تهد الإمبراطورية العالية اللي انا عملتها سنين عمري ودفعت تمنها اغلى ما عندي .
كانت فريدة في ذاك الوقت تسير في طرقة المشفى ولكنها وجدت حالها تتبطئ بخطواتها أمام مكتبه علها تأمل في رؤيته حتى انقبض قلبها هي الأخرى من سماعها لصراخه في الداخل وبالتحديد كلماته الأخيرة وهي تنظر حولها كي ترى ما إن سمعه أحدهم أم لا ولأجل الحظ الذي كان معه لم يكن أحدهم بالقرب من غرفته إلا هي فعلى الفور دخلت ويا ليتها لم تدخل فقد كان في أشد حالات الهوجاء التي تعتريه وهو في انفصامه فقد نفذ الصبر من صبره من كلمات والده وجعله الآن يجلس بعينين
قاتمتين مظلمتين من شدة غضبه بل ولمعة الدمع ما زالت ظاهرة كعلامة للأعمى يراها وما إن رأت حالته تلك حتى و تكتم شهقتها من منظره الدامي الذي جعل قلبها يدق پعنف داخلها شفقة وحزنا على ذاك الحبيب المقهور ولم تعرف ما السبب فاقتربت منه وياليتها لم تقترب وهي تسأله بفم يرتجف
فارس مالك صوتك عالي قوووي وخرج لبرة وقلقني عليك في ايه
رفع رأسه فجأة وفتح عيناه على وسعيهما وهو يدقق النظر داخل عينيها بنظرة مخيفة ولمعتهما كأنهما مضيئيتان بشړ قادم لا محال نظرته تشبه قط ممسوس أصاب جسدها بالرجفة المخيفة قبل قلبها الذي يرى الآن الغرفة أضيق من خرم الإبرة وهي تراه الآن كمثل جنيا متجسدا في صورة إنسان
في لحظة تقشعر لها الأبدان من ما فعله في أقل من ثلاث ثواني حيث جذبها
أدارت جسدها للناحية الأخرى وكلاهما يدور حول الآخر بعيناي تختلف نظراتها عن الأخرى كانت بقدر رعبها منه إلا أنها مشفقة بشدة عليه الآن ويبدوا أنه كان يتحدث مع أبيه وهو الذي أوصله إلى تلك الحالة
ثم حاولت استدعاء الهدوء وبالتحديد وهو يضع يده في منتصف شعرها من الخلف ويلوي خصلاته الذي فككها ورمى رابطته أرضا بهوجاء فتحملت ألم قبضته لخصلاتها وهي تغمض عينيها وملامح الۏجع شبه مخبئة على معالمها ثم أسند جبهته بجبهتها أنفاسه والخطړ بدأ يتصعد في جسدها الساكن الآن بين يديه وما زال يدور بها وأنفه تلامست أنفها
جيتي لقدرك اللعېن بين ايدين الشيطان يا الملاك الضايع بين ايدين قدرك بحظك المسمۏم .
على صدرها صعودا وهبوطا وهي تضع كف يدها الصغيرة على صدره وأسنانها تصتك هلعا ولكن تحاول أن تسكن ملامحها الهدوء كي تستطيع مجابهته في أهم لحظة بينهما هي الفارقة في طريقهما فلو كسرها الآن وهزم جندها الضعيف وس رق منها أثمن ما لديها ستنقلب كفته حتى ولو كان مغيبا
ملاكك ممكن يبقي ملك يمينك برضا وساعتها هتستمتع أكتر فوق يا فارس انت أجمل من إنك تلوثني.
زفر أنفاسه بقوة في وجهها ليقول برغ بة ملئت جسده الآن من تشبسها بها
اشمعن أنا اتلوثت وعبير كمان مش بس اتلوثت دي اتفحتت وداس عليها قطر القهر والظلم
ثم استرسل وجعه وهوبكف يديه وهو يتحسسهماأصابت جسدها بالقشعريرة
وانتي شبه عبير قووي تصدقي حتى ريحتك شبهها وانا عايزك ومفيش قوة في الأرض هتمنعني عنك .
شعرت بسخونة وجهها تحت يديه وأنها على مشارف الخطړ ثم تلامست يديها يداه المحتضنة وجهها ما جعلها اهتزت وأبعدت يداه فورا عن وجهها فاستجاب لها ثم أردفت بتصميم وهي تتجه بعينيها ناحية الأريكة الموضوعة في الغرفة وهي تحاول تشتت أفكاره
طب بقول لك ايه اني رجلي وجعتني من الوقفة وانت ميرضكش تعبي من أولها تعالى نقعد هناك وقول اللي على كيفك .
زاغت عينيه بينها وبين الأريكة ثم قال بتشبس
لا إنتي عاجباني كدة أكتر ومزاجي عايز كدة يافوفا .
جذبته من يداه وهي تترجاه بتدلل
طب وغلاوة فوفا عندك لا تيجي اهنه وتستريح لسه بدري هو أنا ههرب منك وانت مكلبشني اكدة .
تحرك معها وهو مازال متمسكا بخصرها وخصلاتها ثم جلس على الأريكة ولكنها جعلته نام واستراح عليها وهي تحاول أن تملس يدها بين خصلات شعره كالطفل وأمه كي تجعله يهدأ ويشعر بالأمان معها وبالفعل أغمض عينيه هاتفا ووجهه متأثرا بۏجع
انتي مريحة قووي يافوفا وبفكر أخدك معايا مصر بقيتي زي بالنسبة لي لو مشيت وسيبتك هبقي حاسس اني سايب نصي التاني هنا ومش هبقي مستريح فتيجي معايا أحسن .
سألته بنبرة مستكينة
طب هو
متابعة القراءة