حطمت قلبي حصون القاسې
المحتويات
الطريقة فهي دائما ما تعامله بلين و لطف
هو حضرتك بتكلميني كدا لية انا جاي اطمن علي مراتي مش فاهم يعني اية سيبها في حالها دي
نظرت اليه والدتها بجمود ل يقضم شفتيه پغضب شديد و هو يشيح بوجه عنها ناظرا الي تلك الراقدة انحني بجذعه العلوي نحوها يرفع يدها نحوه ل يقبل باطنها بحنان و هو يهمس اليها
انا عارف انك صاحية و مش عايزة تفتحي عينيكي اطمن عليكي علي العموم كويس انك بخير هطمن عليكي من عمي و هعرف اية اللي حصل لان المعاملة ما شاء الله زي الزفت بس مهما كان اللي حصل خليه ميأثرش علي علاقتنا تاني يا حبيبتي
ممكن افهم في اية يا عمي
رفع حمدي سبابته بوجه ابن اخيه يشير بينه و بين الغرفة قائلا بحسم
ظهرت الصدمة جالية علي معالم وجهه و هو يردد تلك الجملة خلفه بذهول
أطلق زينة !!
هز حمدي رأسه بحدة قائلا
ايوة زي ما جوزتهالك هطلقها منك و حالا و مش هستني لحظة زيادة
تهدجت انفاس حسام و هو ينظر الي عمه يحاول الهدوء ل يرفع حاجبيه الاثنين معا في حركة معتاد عليها و هو يقول بضيق
صاح حمدي بحدة و عروق بارزة قائلا
نبيلة يا ابن نبيلة ضړبتها لما فتحت دماغها
اتسعت اعين حسام پصدمة و هو ينظر اليه يدق قلبه باضطراب رأسه تهتز بنفي غير مصدق ل يتحدث حمدي من جديد بصوت حاد غاضب
و زي ما جوزتهالك هطلقها منك و ڠصب عنك كمان يا حسام
راحلا عن المشفي يستقل سيارته منطلقا الي حيث المنزل ل يري بنفسه ما فعلته والدته بزوجته و هذه المرة العاقبة وخيمة و لم يتهاون بحق زوجته و ان كانت والدته فقد ازداد الامر بعد ان كانت سينتصر بعد حرب كبيرة اصبحت خسارته خسارة ڤاضحة
باعين حمراء منتفخة من كثرة البكاء تجلس علي الفراش استمعت الي دق علي الباب و لكنها لم ترد و لم تبالي بشئ فتح الباب و لكنها لم تكون لها طاقة حتي ان تلتفت ل تري من دلف الي الغرفة هي بهذا الوقت و من ساعات طويل تستجمع نفسها للذهاب الي منزل عائلتها الحقيقية حتي مكالمات شهاب لها لم ترد عليها فقط تريد الهدوء شعرت بيد تربت علي كتفها بهدوء و استمعت الي صوت هناء الباكي تتحدث قائلة
ظلت فيروز تنظر امامها و الدموع تتساقط رغما عنها علي وجنتيها ثم بادرتها بالسؤال بصوت مخټنق تكاد تجزم انها ستموت
من كثرة شعورها بالاختناق
هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها
شعرت بيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بتوتر ل ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول
نظرت اليها هناء بحزن شديد و خزي من نفسها ل تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة
انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعليا ان تصرخ باقوي ما لديها ل تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بحنان و هي تقول پبكاء و ندم
انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي انا خاېفة تكرهيني يا فيروز و انا مش هقدر استحمل دا يا قلب امك
التفتت اليها فيروز تنظر الي عينها بعتاب و كأنها تشكو لها ما في قلبها بلغة العيون بللت شفتيها بطرف لسانها و هي تقول باڼهيار
انتي اخديني من امي و انا لسة حتي معرفش شكلها مفرحتش لسة بيا معشتش حياتها محضنتهاش معرفش عندي اخوات و لا لا مش يمكن هي كمان مخلفتش لية عملتي كدا لية و في الاخر عيشت اسوء ايام حياتي بسبب بنتك
ما كادت هناء ان تتحدث الا ان اوقفتها فيروز تتحدث من جديد
انا عمري ما اقدر أنكر اللي عملته معايا و لا حنان عليا و لا اي حاجة بس جوايا زعلانة اوي
جلست علي الفراش تحني رأسها الي الاسفل قائلة بشرود و قلب مفتور
قلبي وجعني من كل حاجة و اي حاجة
رفعت رأسها اليها تنظر اليها برجاء قائلة
لو سمحتي سيبني لوحدي انا محتاجة نفسي اكتر
تنهدت هناء بقلة حيلة و قد احمر وجهها من كثرة البكاء ل تهز رأسها بايجاب بهدوء و ابتعدت الب الخلف حتي خرجت من الغرفة غالقة الباب خلفها ل يكون في انظارها زوجها الذي تقدم منها حين استندت علي الباب و اڼفجرت بالبكاء بحدة كانت تستمع فيروز الي صوت بكاء و تبكي اكثر منها قلب مټألم و مشاعر مبعثرة بين
هنا و هناك دوامة تدور بها و لا تعلم مكان الخروج ل تبقي باحثة عن الطريق بين ظلمات الازقة و انطفاء انوار المدينة ل تقف بضعف تتوجه نحو خزانة الملابس تأخذ منها ثيابها للخروج و الذهاب الي ذلك العنوان الذي اخبرها عنه طارق متجاهلة رنين الهاتف المتواصل الذي لم ينقطع و المتصل واحد هو شهاب الذي لم ينقطع عن الاتصال منذ ان أخبرته انها لا تريد الحديث تريد ان تكون بمفردها تجمع شتات امرها ل يبقي هو الملح علي الحديث بكثرة و عدم الكلل او الملل منها و لكن قوبل كل ذلك بالرفض من قبلها
عدلت من وضع حقيبتها علي كتفها و هي تخرج من البناية و ما ان تحركت خطوتين الي الخارج حتي فتح باب سيارة جوارها بحدة و خرج منها شهاب يبدو عليه الڠضب الشديد نظر اليها بغيظ و هو يتحدث بضيق
مبترديش علي الفون لية يا فيروز
ادخلت خصلة خرجت من اسفل حجابها و هي تقول بهدوء اثار حفيظته
مش قادرة اتكلم يا شهاب معلش
صاح هو غاضب فهو لم ينم منذ البارحة ل يطمئن عليها و لو بكلمة واحدة فقط الا انها فضلت الابتعاد رغم انها كانت تبوح له انها اطمئنت بوجوده لما فعلت
نعم !!! يعني سيباني قلقان عليكي كل دا و في الاخر تقوليلي مش قادرة اتكلم لا كان لازم تتكلمي عشان تريحي البني ادم اللي هيتجنن عليكي و مبطلش رن و انتي مطنشة
تحدثت باعتذار و هي تنظر الي عينه و عينها تصيح بالألم التي تشعر هي به
اسفة
تنهد بضيق و هو ينظر اليها يمرر انامله بخصلات شعره قائلا بلطف
فيروز انا اضايقت لان المفروض كنتي تطمنيني عليكي مش ارن كل دا و انا مش في دماغك
صمتت تتنفس بهدوء حتي تحدث هو قائلا
طيب راحة
فين دلوقتي
عند اهلي انا عرفت المكان من طارق امبارح انا عايزة اشوفهم
تحدثت و قد ادمعت عينها متأثرة بالكلمات التي تخرج منها ستذهب ل رؤية عائلتها الحقيقية بعد ان عاشت عمرها بداخل عائلة بديلة تعلم أنها كان بيت دافئ محب لها دائم الدلال لها و لكن دفعت ثمن ذلك اغمضت عينها متنهدة في حين تحدث قائلا
طب اركبي هوصلك
هزت رأسها بايجاب غير قادرة علي الرفض او الاعتراض علي اي شئ الآن ل تصعد الي السيارة و ينطلق هو نحو ذلك الوصف الذي ادتله عليه فيروز
توترها و خۏفها ېقتلاها ببطئ دون ان تدري اغمضت عينها تستغفر بصوت خاڤت و لكنه مسموع حين وصلا امام مبني هائل تعتقد انه قصر زاد ذلك من خۏفها ل تنظر اليه و هي تقول
هي دي فيلا ١٢
نظر شهاب نحو الرقم من جديد ثم هز رأسه بايجاب قائلا
ايوة هي انزلي مټخافيش
تحولت الي طفلة صغيرة فجأة و هي تضم يدها الي بعضها البعض تنظر اليه برجاء و اعين الجرو الصغير و هي تقول
مش هنزل لوحدي انزل معايا عشان خاطري متسبنيش لوحدي
نطق معترضا
بس يا حبيبتي دول اهلك و دي اول مرة تشوفيهم و
قطعته تهز رأسها بنفي سريعا قائلة
لو منزلتش معايا مش هنزل و مش هشوفهم
نظر اليها مطولا يفكر و من ثم اشار لها بالنزول ابتسمت باتساع و هي تنزل من السيارة تركض نحوه و هي تقول بطفولية
خليك معايا متسبنيش
دا انا مصدقت ان في فرصة تانية ارجع اسيبك تاني انا اللي عايز اقولك متسبينيش
صمتت و داخلها يتحدث مجيبا عليه هي لم تعود اليه كي يتحدث بهذا الشكل هي لم تعطيه تلك الفرصة الذي يتحدث عنها خشت ان تقول ذلك ل يغضب تاركا اياها تواجه والديها بمفردها ل تبعد عينها الفضاحة عنه فهي امام منذ زمن ك كتاب مفتوح موضح كل ما داخله نظرت اليه بعدم فهم ل صمتها ل تتحدث هي قائلة
طب ممكن ندخل جوا
ل يتقدما من البوابة الا ان اوقفهما الحارس حين سد عليهم الطريق بذراعه قائلا بصوت غليظ
انتوا رايحين فين
تحدث شهاب قائلا بهدوء
داخلين لاستاذ عبد العزيز الفخراني
اقوله مين
تسأل الحارس ل ينظر شهاب نحو فيروز الذي ابتلعت ريقها بتوتر ل يعود برأسه نحو الحارس مجيبا
قوله ناس جاية و جيبالك هدية معاها
تفحص الحارس هيئتهم و رفع يده اشارة بالانتظار ل يدلف الي حجرة خشبية صغيرة بها لاسلكي موصل بالداخل و اخبر السيد عبد العزيز بما قاله شهاب ل يعود إليهم بعد ان انهي مكالمته قائلا
الباشا امر بتفتيكشوا الاول
ابتسم شهاب بجانب شفتيه هامسا اليها بمزاح
ابوكي داخل فينا شمال من اولها
ابتسمت هي بتوتر و بدأ الحارس بفحص كل ما يحمله شهاب
متابعة القراءة