حطمت قلبي حصون القاسې
المحتويات
الي الواقف بالشرفة المجاورة لها و الذي انتبه الي صوتها الهادئ و هي تتحدث قائلة
لا مش عايزة اروح الدرس في مجموعة الساعة ٢ الدنيا بتبقي حر اوي
انتظرت تستمع الي صوت صديقتها مجيبة عليها ل تضحك هي بخفة و هي ترد عليها مجيبة
بطلي رخمة انا كدا يا ستي بفرهد في الحر و مش هعرف اركز
صب تركيزه علي حديثها و علي يدها الممسكة بحجابها الملقي باهمال علي رأسها ابتسامتها الرقيقة تبدو صغيرة بريئة عينها تلتمع بوميض مميز جذاب و كأنه لم يري بلون عينها قبلا ابتسم بتلقائية حين علت صوت ضحكتها قليلا و هي تنطق قائلة
انا هقفل يا فيروز عشان هتشليني
نطقت بها
صديقة فيروز من الطرف الاخر ل تتحدث اليها فيروز بمرح
انا غلطانة اني عايزاكي تترحمي من الحر و تركزي في اللي هناك قصدي في الدرس
صړخت الاخري بسبها و هي تغلق الهاتف بوجهها ل تضحك فيروز واضعة يدها علي فمها تكبح صوتها و ما كادت ان تدلف مرة اخري الي الداخل حتي وجدت من يتحدث اليها
انتبهت الي الواقف بالشرفة المجاورة يستند علي السور ناظرا اليها بتمعن و يتحدث اليها مع احتفاظه بابتسامة عريضة استفزتها ل تلتفت اليه و هي تنظر اليها بضيق
نعم و انت مالك و تقف تسمع كلامي لية اصلا
اظن انك انتي اللي خرجتي تتكلمي في الفون في البلكونة و انا واقف مش انا
لا دي اسمها قلة ادب المفروض تنبهني انك موجود
عشان لسة متعودتش ان في ناس ساكنة جنبنا و اظن ان كنا مرتاحين اكتر قبل ما اشوف وش حضرتك
كانت تريد ان تهينه لا تعلم لماذا شعرت انه بغيض لا يصلح لان يتحدث معه احد القت عليه نظرة غاضبة و هي تتحرك نحو الداخل ل يصيح بها قائلا
استمعت إليه من الداخل ل تخرج اليه مرة اخري و رغم انها لا تتحدث مع اي احد بهذه الفظاظة الا انه اثار اعصابها و ودت الفتك به منذ الوهلة الاولي رفعت سبابتها تشير اليه وهي تتحدث اليه پغضب قائلة
مين دي اللي عيلة يا تافه انت دا انت يا اخي عليك رخمة مش علي حد انا مش فاهمة ازاي في ناس حشرية كدا من بكرا هحط حاجز عشان مشوفكش تاني
انا تافه و رخم و انتي ما شاء الله عليكي ملاك ادخلي يا بنتي شوفي مذاكرتك ناقص عيال انا
ضړبت الحائط بيدها بقوة بغيظ ل تتأوه پألم
ل يضحك هو عليها قائلا
خدي بالك يا قمر هتتكسري
سخرت منه و دلفت الي الداخل غالقة
باب الشرفة بقوة ل يحك هو مؤخرة رقبته مبتسما علي غيظها و ڠضبها الطفولي
مكنتش طايقاك كنت عايزة ارميك من البلكونة
ضحك بصوت مرتفع علي تعابير وجهها و قد نسي ما تفوهت به ما ان اعتدل بوقفته و كاد ان يرد عليها الا ان وصلت الممرضة اليها تتطرق علي الباب المفتوح بالاصل ل يلتفت اليها شهاب قائلا
أيوة يا هدي
ل تتحدث هدي ببشاشة قائلة
كل حاجة جاهزة يا دكتور و منتظرين حضرتك
هز رأسه بايجاب و هو يشير اليها قائلا
طب روحي انتي يا هدي و انا جاي وراكي
انصرفت الممرضة بهدوء و الټفت اليها مرة اخري قائلا
مش هتأخر عليكي
يا حبيبتي
هزت رأسها بابتسامة واسعة و هو يتوجه نحو الخارج غالقا الباب خلفه ل تفتح هي الهاتف الخاص به و تبدأ بالعبث به لانها قد نست هاتفها بالمشفي قبلا
تجلس زينة امام التلفاز بالردهة و تتناول بعض من ثمرات الفاكهة منتظرة حسام ان يأتي من الخارج و قد تأخر اليوم كثيرا انتظرت قليلا حتي استمعت الي صوت الباب يفتح و يطل حبيب القلب من خلف الباب غالقا الباب خلفه ابتسمت باتساع حين التقت عينها بعينه ل يرتسم الابتسامة علي وجهه متقدما منها جلس جوارها و امال عليها يقبل وجنتها و هو يقول بهدوء
ازيك يا حبيبتي
هزت رأسها بايجاب و هي تميل نحوه تضع رأسها علي كتفه قائلة
الحمد لله يا حبيبي اتأخرت لية
تنهد و هو يحاوط كتفها قائلا
روحت قعدت مع ماما شوية
هزت رأسها بتفهم و هي تسأل
هي كويسة
ايوة الحمد لله و بتسلم عليكي
ابتسمت و هي تعلم ان
حماتها العزيزة لن تفعل ذلك فقط هو يقول ذلك حتي لا تحزن ل تعتدل بجلستها و هو تربت علي يده قائلة
الله يسلمك و يسلمها انا هقوم احضرلك الاكل
منعها من القيام و هو يقول بهدوء
لا انا اتغديت مع ماما المهم انتي اكلتي
هزت رأسها بنفي و هي تقول
كنت مستنياك بس مش مهم اكلت فاكهة
يعني اية مش مهم لازم تاكلي و بعد كدا لما تلاقيني اتأخرت تاكلي عشان انا اوقات كتير يا هتأخر في المكتب او ممكن اعدي عند ماما
نظرت اليه بتأفف و هي تقول
طب مانا مش هعرف اكل لوحدي
تنهد و هو يمسك بيدها يسير بها نحو المطبخ اوقفها امام مقود الڼار و هو يقول
اغرفي و هأكل معاكي
ابتسمت برضا و بدأت في تحضير الطعام و هي تتسأل عن كيف كان يومه و هو يسرد لها احداث اليوم و بعض المواقف دون ملل وضعت الطعام علي الطاولة و جلس هو الي جوارها يأكل ببطئ حتي تنتهي هي من الطعام فقد كان
قد تناول الطعام و لكنه يريد الا تتكاسل عن تناول طعامها ل ينظر اليها متأملا اياها و هي تتحدث اليه قائلة
بكلم فيروز مش بترد عليا من يوم فرحنا و مجتش حتي تشوفني بصراحة زعلانة منها اوي
يمكن عندها ظروف يا حبيبتي الله اعلم كلمي مامتها و اسأليها عليها
اجابها بهدوء اخذا العذر ل صديقتها ل تنظر اليه بتأفف قائلة
المشكلة اني مش معايا غير رقم طنط هناء و مش عارفة ممكن تعرف عنها حاجة و لا لا مش معايا رقم مامتها
طب ما تكلمي طنط هناء يمكن تعرف بدل ما تزعلي علي الفاضي يمكن فيها حاجة في ظروف اي حاجة يعني
تنهد و هي تهز رأسها بايجاب واضعة الملعقة جانبا و هي تقول
انا الحمد لله شبعت هقوم بقي و بعدين اكلمها
حمل معها الاطباق و
ادخلها المطبخ و جلس علي طاولة المطبخ يتحدثان سويا حتي تنتهي من تنظيف الاواني تنحنحت و هي تتحدث اليه بهدوء متسائلة
طب و انت مش ناوي نرجع نقعد في بيتنا يعني نرجع نعيش في شقتك هناك
استطال صمته ل تغلف الماء بعد ان انتهت و تمسح يدها العالق بها الماء بكثرة و تجلس علي المقعد المجاور له تهمس له
ضايقتك
ابتسم و هو يمرر يده علي رأسها بهدوء و هو يتحدث اليها قائلا
لا يا حبيبتي مضايقتش بس صدقيني كدا احسن خلينا نبعد عن اي مشاكل انا عايز اعيش معاكي حياة هادية و لو رجعنا هناك عمرنا ما هنعيش يوم من غير مشاكل و خناق
يعني انت عايز كدا من كل قلبك طب طنط لما روحتلها النهاردة مفتحتش معاك موضوع اني السبب في بعدك عنها
تسألت بخفوت ل بحنو و قد فعلت والدته بالضبط دائما ما تتهمها بابتعاده عنها لكنه لا يريد ان تسمتع زوجته الي شئ يؤذي داخلها لا يريدها ان تعاني من كره والدته لها قبل قمة رأسها و هو يجيب
انا ميهمنيش اي حاجة امي تقولها انا عمري ما هسيبها
و هشوف كل
طلباتها و دايما هبقي جنبها بس في نفس الوقت عايز اعيش معاكي بهدوء انتي عمرك ما هتبقي سبب في بعدي عنها بالعكس انا دلوقتي واخد بالي منها اكتر من اي وقت متشغليش بالك انتي
انهي جملته برفع رأسها نحوه ل تبتسم و هي تضع يدها علي وجهه مجيبة
انت احلي حاجة ممكن تحصل لاي واحدة يا حسام خليك دايما جنبي
تأففت بملل و هي تغلق الهاتف و تضعه اعلي وحدة الادراج بجوارها فقد شاهدت حلقتين من المسلسل المفضل لها و نفذ الانترنت من هاتف شهاب تتعجب لما
لم ينتهي الي الآن من عمليته و لما لم يأتي احد من اهلها ما ان انتهت من تفكيرها حتي طرق باب الغرفة اذن للطارق بالدخول و كان اكرم و معه هناء ابتسمت باتساع و هي تجد اكرم يتقدم منها ل يقبل رأسها متسائلا
عاملة اية يا حبيبتي النهاردة
هزت رأسها بايجاب و هي تجيب
الحمد لله يا بابا بخير عمتو عاملة اية النهاردة
تنهد و هو يبتعد حتي يفصح المجال ل زوجته قائلا
لسة تعبانة ادعيلها
احتضنت هناء فيروز برفق و هي تقبلها ثم جلست الي جوارها تطمئن عن احوالها و يتبادلان أطراف الحديث حتي رن هاتف هناء اخرجت الهاتف من حقيبتها ل تجدها زينة نظرت الي فيروز و هي تقول
دي زينة خدي ردي عليها
امسكت فيروز بالهاتف و فتحت الاتصال و اجابت بهدوء
الو يا زينة انا فيروز
ما ان استمعت زينة الي صوتها حتي اڼفجرت بها بحديث لن ينتهي
فيروز انتي فين يا حيوانة من يوم فرحي و انتي مختفية كلمتك مية مرة علي الفون و في الاخر اتقفل و الهانم مش معبراني و كمان مجتيش تزويني و تشوفي شقتك بقيتي بياعة يا بنت عبد العزيز
يا بت كفاية و اسمعيني
صاحت بها فيروز بضيق ل تصمت زينة و هي تتنفس بصوت مرتفع پغضب منها حتي تحدثت فيروز بهدوء
انا عارفة انك زعلانة مني بس و الله ڠصب
عني بعد ما مشيتي من القاعة انا تعبت و شهاب اخدني علي عيادته و عملي تحاليل و اشعة طلعت الزايدة و عملت عملية و معرفتش اقولك عشان انتي لسة عروسة و الفون نسيته في المستشفى قبل فرحك
اجابتها فيروز مفسرة و شهقت زينة المنصدمة العالية دوت صداها باذنها ل تتحدث زينة پغضب و صوت مرتفع قائلة
انتي غبية ازاي متقوليش حاجة زي دي عروسة اية و زفت اية في وقت زي دا قوليلي انتي فين دلوقتي
حاولت فيروز تهدئتها و تلطيف الاجواء و هي تتحدث بهدوء
يا حبيبتي
انا كويسة مټخافيش خليك انتي في جوزك و متشغليش بالك
ازاي يعني مشغلش بالي يا فيروز هتقولي انتي فين و لا انزل ادور يعني
تأففت فيروز ل عناد صديقتها و هي تقول بتنهيدة
انا في عيادة شهاب يا زينة
اسرعت زينة بالحديث قبل ان تغلق غير منتظرة كلمة اخر من فيروز
انا جاية حالا سلام
اغلقت الهاتف
متابعة القراءة