روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
فرحتي وسعادتي كمان.
رغم ارتياحها بما سمعته من حكايتها ولكنها لم تقدر على كبح سؤالها الفضولي
بس انتوا قولتوا انه كان في الأربعينات.. يعني تقريبا ضعف عمرك.. فرق السن الكبير ده معملش حاجز مابينكم .
هزت رأسها بالنفي قائلة بابتسامة
ابدا يافجر.. هو كان ذكي ودايما متفهم وضعه معايا.. دا غير انه خلاني أكمل تعليمي.. منذر اساسا كان واهب نفسه للعلم.. طب هاتصدقيني لما اقولك اني كنت اول بخته.. على فكرة انا جوزي كان دكتور كبير ووصل انه بقى مشارك في مستشفى استمثاري مشهورة هنا في السنتين اللي فاتوا دول.. امال انا ايه اللي جابني على القاهرة
قالتها بتوجس لتفاجأ بتغضن ملامح وجه الاثنتان قبل أن تجيبها بحزن
ماهو للأسف بقى.. ان عمر السعادة ما بتدوم.. جوزي من ست اشهر بس يافجر اتوفى بسكتة دماغية.
ارتشعت شفتاها وزاغت عيناها بينهم وكان وقع الخبر على رأسها كالصاعقة
...............................
في شقة قديمة ومتواضعة الاثاث .. دلفت تجر معها حقيبتها الكبيرة بخطوات مترددة مع خالتها التي كانت تتمختر بخطواتها وعباءتها المنزلية المحكمة على تفاصيل جسدها البدين.. يصدر صوت اساور يدها بصخب وهي ترحب بها
بقلب مرتجف جلست على اقرب أريكة وجدتها أمامها سندت الحقيبة بالقرب منها وهي تتلفت في انحاء الشقة المزينة بالمصابيح الصغيرة الملونة في بعض زوياها .. وبعض النساء التي تغدوا وتجئ أمامها وهي لا تعلمهم ثم استقرت أبصارها على المرأة الخمسينة وهي تحدثها وعلى وجهها الممتلئ والمزين بالوان المساحيق المتعددة ابتسامة عريضة يتخللها الانبهار
هزت رأسها قائلة بتوتر
تشكري ياخالتي.. دا انتي اللي عنيكي حلوة ومابتكبريش ابدا .
صدحت ضحكتها الرقيعة بصخب قبل أن ترد
يالهوي عليكي وعلى كلامك الحلو يابت يانيرمين .. امال انا بحبك ليه يابت عشان طالعالي .. ياما كان نفسي المصېبة بنتي تاخد نص حلاوتك ولا نباهتك.. لكن اعمل إيه بقى فيها فقرية زي اللي جابها .
طب هي على كدة لساها
برضوا مختفية ولا اتكلمت حتى في التليفون نهائي زي ماقولتيلي
لا والنبي ياحبيبتي ابدا.. بس يعني هي هاتروح فين
هاتلف تلف وتلاقيها دخلت علينا زي القرد.. ايد ورا وأيد قدام.. بلا خيبة اللي مافي مرة فرحت قلبي بحاجة عليها القيمة.. هاتعيش وټموت في الفقر بدماغها اللي زي الصرمة القديمة دي.
لوكت فمها بالعلكة وهي تجيبها بتوتر
يابت ما انا بطلت صح شغل هنا في بيتي.. بس بقى البنات اللي بتلقط رزقها برة البيت دي.. ايه دخلي انا بيهم بقى غير اني اخد عمولتي.. ولا انتي عايزاني اموت من الجوع يانيرمين
هزت رأسها قائلة بقلق
ماخلاص يابت.. هو انتي هتعمليها حكاية قولتلك مافيش يبقى تطمني.. اما اقوم اعملك حاجة بقى تاكليها
قالت الاخيرة وهي تنهض من أمامها على الفور
نظرت في اثرها تتمتم بقلق
اطمن!!.. هو انا طول ما انا ماقاعدة في البيت اللبش ده هايجيني قلب اطمن ولا اشوف راحة ابدا.. منك لله ياللي شورت عليا الشورة المهببة دي!!
............................
حدقت بوجهها جيدا وهي تسألها بمكر
مالك يافجر وشك اتخطف كدة ليه لدرجادي انتي زعلتي على الدكتور منذر
ازدردت ريقها وخرج صوتها بصعوبة
اه طبعا لازم ازعل امال ايه يعني انا أسفة يافاتن البقية في حياتك .
بوجه مغلف ردت باقتضاب
في حياتك الباقية يافجر .
اسبلت عيناها وهي تفرك بكفيها والأثنتان يرمقنها بنظرلت متفحصة.. ليسود الصمت بينهم لعدة لحظات ..قبل أن تقطعه فاتن
لدرجادي بتحبيه يابت
رفعت رأسها مجفلة تقول
همم.. تقصدي إيه يافاتن
قصدي على علاء طبعا امال هايكون مين يعني
فتحت فاهها واغلقته مرة أخرى لتطرق برأسها ارضا وهي لا تقوى على النظر بعيناهم.. ليعود الصمت مرة اخرى بينهم قبل ان تنهض فاتن متمتمة
لساكي طيبة وعبيطة زي ما انتي!
رفعت رأسها وقبل ان تعي صحة ما سمعته وجدتها تجلس بجوارها
تقربها بذراعيها نحوها وهي تقبلها من وجنتها
طب ولما انتي بتحبي اوي كدة.. ما تقولي اه يابت هو عيب
حدقت بها مندهشة قبل ان تلتفت نحو عمتها الواضعة كفها على جانب وجهها تتبسم بتسلية.. فقالت مشيرة بسبابتها نحوها
ماهي عمتي كانت عايزاني اسيبه عشان اثبت لها اني بحبك وانا كنت فاكراكي مېتة.. اشحال دلوقت لما اتأكدت انك صاحية وماموتيش
ضغطت باصابع يدها على وجنتيها برفق تشاكسها
هو جزمة يابت ولا فستان عشان لما ارجع اخدهم من تاني دا جوزك يامنيلة على عينك يعني مش خطيبك وبس كمان
قطبت بحيرة تسألها
يعني إيه
قبلتها بشغف وهي ترد بابتسامة دافئة
يابت انا اتجوزت من زمان وعيشت حياتي مع راجل نساني الدنيا بحالها ..مش بس حب المراهقة والظروف الۏحشة معاه.. يعني عمتك كانت بتلاعبك
متابعة القراءة