روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
ضعفه بالإهانة والاعتداء لولا وجود علاء المصري الذي كان رغم صغر سنه يقف بوجههم لمناصرته واخذ حقه وقت الزوم..كان مصدر حماية وأمان له.. أحبه كشقيق لم تلده أمه رغم شعور النقص الذي كان ينموا بداخله مع نمو جسده.. فقد من الله على علاء بالخلقة الحسنة والجسد الرجولي الخشن منذ صغره بالأضافة لمال ابيه وحسبه ونسبه.. عكسه هو الذي كان يرى النقص في كل شئ حوله.. لكنه كان يكيف نفسه ويتعايش مع هذا الشعور البغيض بفضل تواضع علاء معه الذي كان يغدق عليه بالحنان الأخوي بما يخفف عنه.. لكن مع دخول مرحلة الجامعة وتعرف علاء على هذا المدعو عصام ابن الطبيب الشهير.. انقلبت حياته لمرار وهو يرى نمو الصداقة بينهم بتكافئ مذل له.. بل ومهين وهو يرى التفاف الاصدقاء حولهم من فتيات وشباب وكأنهم نجمان متلألان.. الكل يتهافت على التعرف اليهم وهو بينهم على الهامش وغير مرئي اطلاقا وتمر السنوات وتتطور العلاقة ليحتل هذا العصام مكانه في الحارة ايضا بعد الجامعة.. فيأسر قلوب الطبقة الفقيرة من اصدقاء وجيران لهم.. وكأنه فرد نشأ وتربى بينهم.. وهو على حاله دوما غير مرئي ولا أحد يشعر به ولا أحد يسمع صمته.. حتى اتى هذا اليوم حينما راها بسيارته هي حب عمره وحلم حياته.. في سيارته.. فكانت هي الفرصة.
..............................
في المساء
تفاجات فجر وهي تجلس امام شاشة التلفاز تشاهد إحدي البرامج بعودة شقيقتها من مشوارها بصحبة خطيبها بوجه يشع بالسعادة عكس ما خرجت به.. تدندن بصوتها وهي تقترب منها لتناكشها و تغني .
كل اللي الناس شايفينه.. مايجيش واحد في المية
مللي انا لسة ماقولتوش.. انا
لو تبقى معايا بيترج
القلب ويتهز... انا لو تاخد عيني يانور عيني عيني ماتتعز.
استجابت ضاحكة وهي تدغدغها فقالت مندهشة.
والنبي إيه طالعة من عندنا ابو الڠضب مرسوم على وشك ودلوقتي راجعة وعمر دياب بيغني على لسانك إيه يابت الجنان ده
وماله بس لما ارجع بعمر دياب ولا سنية العالمة حتى ..مش المهم اكون مفرفشة يااختي الابلة .
اومأت برأسها موافقة وهي تضحك
ان شالله يارب دايما ياحبيبتي.. المهم بقى احكيلي اتصالحتوا ازاي
اعتدلت بجلستها تسالها ببلاهة
وانتي عرفتي ازاي ان احنا اتصالحنا بقى
مالت اليها برقبتها وابتسامة متسلية على وجهها.. فردت شروق
سالتها بتوجس يشوبه المداعبة
دلع ياشوشو
اومأت برأسها
اه والنبي يااختي دلع.. دا خدني الاول على المطعم اللي قولت عليه قبل كدة .. صالحني هناك وفهمني اصل الصورة ومناسبتها واكلنا فيه على موسيقى هادية ورومانسية وبعدها فسحني في الملاهي وهيصنا فيها وجابلي جيلاتي.. انا النهاردة كان من اسعد ايام حياتي يافيفي..
طب الحمد لله ياستي انه عرف يصالحك ويبسطك كمان ..ياريت بقى تاخدي بالك بعد كدة من اي حاجة تجيلك من ناس غريبة.. عشان ماتضريش نفسك وتاخدي خطيبك بذنب هو معملهوش.
عندك حق يافجر.. حسين دا طيب قوي وعرف يمتص ڠضبي منه.. وانا بعد ما شرحلي صدقت كل حرف طالع منه.
تمام اوي الكلام ده.. هو فينه بقى مجاش معاكي
اجابت فجر
والدك ووالدتك أخدوا إبراهيم لدكتور العظام عشان الكسر بتاعه.. وانا بقى قاعدة هنا في الصالة كنت بستناكي عشان اطمن ياستي واديني والحمد لله اطمنت .
حبيبة قلبي انتي .
قالتها وهي تقبلها بوجنتها قبل ان تنهض وهو تتابع
ربنا يرزقك انتي كمان يااحلى فجر باللي ينسيكي كل تعب السنين ويدلعك بقى.. دا
الدلع حلو قوي ياجدعان .
والنعمة حلو اوي .
كانت ترددها وهي تتجه بخطواتها نحو غرفتها.. جعلت فجر تتبعها بنظراتها وهي تهمس بداخلها
معقول ياشروق هايجي اليوم ده اللي احب فيه واتحب زيك انتي كدة وزي سحر كمان
............................
حبيب قلبي يا ابوعلاء
قالها حسين وهو يفتح على اخيه باب الغرفة قبل يقطع جملته متابعا بعد ذلك
ايه ياعم الدخان دا كله دي الاوضة معمية بريحة السجاير .
قال بابتسامة ومزاح
ادخل يااض على طول واسترجل ولا انت هاتخاف على صدرك من الريحة كمان .
تقدم للداخل متافافا وهو يهوي بيده
اخاڤ ياعم وماخافش ليه ما في الحالتين الضرر واحد.. وانت بقى اللي بتعمله ده اسمه اڼتحار .. طب افتح شباك البلكونة حتى عشان تهويها شوية .
اشار بلامباة
افتحها انت.. انا مكنتش واخد بالي اصلا .
فتح حسين باب الشرفة على مصراعيه متنهدا بارتياح قبل ان يعود بنظره جيدا لاخيه الجالس على طرف الفراش بشرود وهو ېدخن بشراهة
متابعة القراءة