روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
الثعبان ذو الواجهة الناعمة من كلمات صديقه الراحل وبما لمسه هو نفسه اثناء
مراقبته طوال الأيام السابقة.. قبل ان يغفل عنه لدقائق فقط عند محطة الوقود .. حينما ابتاع بعض الأشياء من محل البقالة الكبير والملحق بالمحطة.. متكلا على دلوف السائق المرافق له في غرفة المراحيض العامة.. ليخرج بعد ذلك ويفاجأ باختفاء السيارة الكبيرة واختفاءه معها وظل فقط السائق الذي كان يسب ويلعن بأفظع الشتائم .. حتى تحدث في الهاتف وهدئ بعدها وكأن شيئا لم يكن.. وقتها فقط شعر بالخطړ.. هذا الخطړ الذي رأه بعد ذلك بعيناه وهذا الثعبان يتسحب بقدميه ناحية غرفة العناية في هذا الوقت المتأخر من الليل ورأسه تدور يمينا ويسارا بدليل واضح على سوء نيته.. مما جعله يترك موقعه بوسط الدرج الرخامي والذي جلس يستريح عليه اخيرا.. بعد رحلة تهروبه من عمال المشفى بين الطوابق.. سار بخفة خلفه ليتبع خطواته.. ثم توسعت عيناه بجزع وهو يراه من خلف الحاجز الزجاجي وبيده الحقنة التي كان يملؤها بالهواء.. توقف عقله عن التفكير بأي شئ سوى إيقاف هذا المچرم.. ليجد نفسه يتناول سلة القمامة الوحيدة التي وقعت عليها عيناه وقتها.. وعلى اطراف أصابعه سار بداخل الغرفة التي دلفها وبعزم شديد رفعها في الهواء ليضرب بقاعدتها القاسېة على خلف رأسه وتبعه بضړبة أخرى اقوى من سابقتها ..اسقطته مغشيا عليه قبل ان يتمكن حتى من رؤيته.. بصق بفمه مخرجا سبة وقحة قبل ان يقترب من حسين فخاطبه بلهجة حازمة ولوم
ثم دون أي كلمة اخرى أخرج سلة المهملات سريعا ليضعها قرب الباب ثم سحبه من اقدامه ليخرجه منها نهائيا وتركه بالردهة الصغيرة خلف الغرفة بعد ان تناول الحقنة ووضعها بجيب سترته.. خطا سريعا عائدا لمكانه وسط الدرج في انتظار من يأتي .
...........................
حينما عاد علاء من صلاته التي وصلها بصلاة الفجر تعجب من مجموعة البشر الملتفة حول شئ معين.. شعر بالخۏف يجتاح قلبه وهو يسرع بخطواته حتى وصل اليهم.. ابعد بيده اثنان من الأشخاص وهو يسأل بتوجس
تفاجأ بسعد والذي ارتفعت اليه عيناه غريزيا إليه وإحدى الممرضات تطبب له رأسه وتربطها بالشاش الطبي.
سأل علاء بجزع وهو يحدق لهذا الچرح الواضح خلف رأس سعد
إيه عورك كدة حصلك إيه بالظبط ياسعد
اعوج فمه وهو يطرق برأسه بإحباط بعد فشل مخططه وتكلفت إحدى الممرضات بالإجابة
الاستاذ صاحبك لقيته مرمي جمب غرفة العناية المركزية بتاعة المړيض اللي يخصكم .
ازاي يعني انا مش فاهم حاجة.. وقعت على دماغك يعني ما ترد ياسعد .
سبقه احد العمال برد متحذلق
وقع دا إيه دا شكله خد ضړبة شديدة على نفوخه من ورا.. ولا انت مش واخد بالك يااستاذ من مكان الإصابة فين
حدق علاء بتفحص نحو ما أشار الرجل على رأس سعد في الخلف مكان الإصابة وبأطراف اصابعه حركها قليلا فصړخ عليه سعد
معلش ياعم اسف..بس انا كنت بشوف حجم الإصابة.
هم ليرد عليه مرة أخرى ببعض الكلمات التي تظهر حجم ضيقه ولكن احتدت نظراته فجأة نحو هذا الذي أتى اليهم
لاهثا يسأل
الف سلامة عليك ياسعد.. هو انت اللي حصلك دا حصل أزاي
اظلم وجهه وهو ينظر اليه بأعين مشټعلة واشارات الشك برأسه تدور نحوه.. ثم من دون أن ينطق ببنت شفاه نهض يتجاهله وهو يخاطب علاء
ذهب على الفور امام نظرات التعجب من الإثنان والصمت الذي قطعه عصام
انت معرفتش ماله
هز علاء راسه نافيا
لا معرفش انا واصل حالا لإني كنت بصلي الفجر في الجامع اللي تحت .
وانا بصراحة عيني غفلت على كنبة المكتب و...
لم يكمل جملته وذلك لأنه تفاجأ بأحد ألأشخاص من إداري المشفى يستأذنه
دكتور عصام لو سمحت ممكن كلمة.
استأذن ليذهب للرجل من علاء الذي عاد للجلوس على مقعده من الأمس في انتظار إفاقة
شقيقه.. ليضاف إليه ايضا انتظار سعد ومعرفة ماالذي أصابه
..............................
بداخل غرفة المراحيض الخاصة بالمشفى وقف امام المرأة الكبيرة المعلقة بالحائط يغسل بحرص من ماء الصنبور على جانبي وجهه اثار الډماء التى نزلت على رقبته و لوثت قميصه ايضا.. وحريق مشتعل بداخله مما حدث له منذ قليل وأجهض خطته وما كان ينتوي فعله .. عقله يشير نحو هذا العصام ولكن مع مساحة قليلة من التفكير.. ان كان هو بالفعل فما الذي منعه من كشفه امام علاء بل وفضحه أمام المشفى جميعها أيضا وهو مديرها وله السلطة بالقبض عليه وتسليمه للشرطة.. إذن فمن هذا الذي فعلها من الذي رأه واكتفى بضربه
متابعة القراءة