روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

سابلها البيت الكبير مع حسين وسكن في شقة لوحده.. قلبها دا مش هايحن بقى
قالت وهي تنهض عن التخت بمساعدته.. أجابها بابتسامة
بتدلع ياستي.. ماهي الحكاية مش سهلة اوي كدة عندها.. دي امي وانا عارفها.
قالت بغمزة من عيناها
بتتقل يعني عشان يعرف قيمتها.
ا قائلا
حقها ولا مش حقها
رددت خلفه ضاحكة
طبعا حقها وحقها جدا كمان .
................................
في المنزل الكبير كانت سميرة جالسة ومعها طبق كبير ممتلئ بالأرز.. منكفئة عليه بتركيز وهي تتنقي منه السيئة والتالفة لتضعها في طبق صغير بجوارها.. دلفت اليها زهيرة بصنية العصائر قائلة وهي تضعها امامها على الطاولة الصغيرة بوسط الصالة
سيبي اللي في إيدك ياسميرة.. واشربي حاجة ترطب على قلبك.. هو انت هاتموتي ياولية انت لو ريحتي ساعة من غير شغل
ردت سميرة
وهي ترفع اليها رأسها
الله بقى.. مش لازم انقي الرز كويس ولا هانطبخه من غير ماننقيه
وتنقي وتوجعي قلبك ليه والست اللي قاعدة جوا دي.. شغلتها ايه بس
نزعت سميرة كوب العصير من فمها وردت بملامح ممتعضة
لا ياختي.. انا احب اطبخ اكلي بنفسي.. مابحبش حد يعملوهولي.. ماتجليش نفس اساسا.. مش انت عزمتيني.. يبقى اتحملي بقى شروطي.
تنهدت زهيرة بيأس
مستسلمة لمبدأ سميرة فتناولت كوبها هي أيضا ولكنها على رفعت رأسها فجأة على صوت دبدبة سريعة فوق رؤسهم كما فعلت سميرة التي سألت بقلق
يالهوي يازهيرة.. ايه صوت الدب اللي فوق
تبسمت زهيرة بمكر قائلة
لا ياختي ماتقلقيش دي حاجة عادية .
حاجة عادية ازاي يعني
سالت قاطبة حاجبيها فنكزتها زهيرة
ياولية افهمي بقى.. دول العيال فوق بيلعبوا ويهزروا مع بعض.. هو انت مجربتيش
شهقت مستنكرة 
اخص الله يكسفهم.. طب مش يراعوا وجودك ولا الناس اللي شغالة في البيت دا فجر وعلاء على كدة.. احسن منهم مية مرة في العقل.. دا انا ادخل واطلع عليهم.. مافي مرة شوفت منهم الحركات دي.
زهيرة وهي ترتشف من كوبها بخبث
طب وانت هاتعرفي ازاي بقى لهو انت ساكنة تحتهم
فغرت سميرة فاهاها وعقلها يتخيل انه قد حدث بالفعل.. فعلق جيرانها في الأسفل نفس تعليقها الان..
وفي الطابق الثاني وبعد ان استطاع الإمساك بها وشل حركتها بيديه اللتي ثبتت يديها بجانبيها على آحدى كنب الصالون .. قال بټهديد وانفاسه مازالت متلاحقة بعد ركضه خلفها
طلعي التليفون ياشروق بالزوق احسنلك.
حركت رأسها باعتراض.. تغيظه بضحكتها
لا ياحسين مش مطلعة حاجة غير لما تقولي انت الأول على باسورد الفتح .
واقولك ليه ياباردة هو انا بفتح تليفونك
صاح بها وكان ردها بدفاعية 
وماتفتح ياحبيبي براحتك.. هو انا هاخافانا تليفوني نضيف و مافيهوش حاجة وحشة.
شدد ببديه الممسكة بها يهتف
يعني انا اللي تليفوني عليه حاجات وحشة.. هاتي التليفون يامجنونة ولا قولي مخبياه فين
تاوهت پألم 
كفاية بقى ايدك ناشفة وهاتعلم في دراعي.
أحسن خليها تعلم.. عشان انت معطلاني عن مكالمة مهمة في الشغل بلعب العيال بتاعك ده
خففت نبرتها قائلة بدلال
طب قولي على الباسورد وحياة غلاوتك عندي عشان اديهولك تكلم صاحبك براحت .. عشان خاطري والنبي ياحسحس.
ابتسمت بداخلها وهي ترى تأثير دلالها على ملامح وجهه وهو ينزع نفسه عنها
بتحلفيني بغلاوتك عندي.. وانت هاتضيعي عليا شغل بالالفات بهزارك التقيل ده.
اعتدلت بجذعها تميل عليه بجرعة زائدة من دلالها
طب اعمل طيب وانا بمۏت فيك يعني واخاڤ لواحدة تلوف عليك كدة ولا كدة.. وانت قمور وعيونك خضرا.
قمور!! ماتظبطي كلامك ياشروق.. انا راجل ملو هدومي.. مش عيل كاورك عشان اريل على أي واحدة تلاغيني.
قربت وجهها منه بنبرة مغوية
ماهو ده اللي مجنني فيك.. انك جامد وشكلك حلو.
قرب وجهه هو ايضا حتى اصبح لا يفصلهم سوى سنتيمترات فقال بصوت أجش وعيناها على شفتيها
حلو مدام شايفاني جامد كدة.. يبقى هاتي التليفون بقى.
حركت رأسها بالرفض وهي تبتعد للخلف تفيقه من سحر اللحظة.
احتدت عيناه نحوها بالرفض أيضا
وانا طلبت معايا عند ياشروق ومش قايل.
نهضت من جواره بهدوء قائلة بنبرة متسلية
يبقى مش هاتعرف مكانه ياحسحس حتى لو اتصلت بيه.. عشان انا قفلته خالص كمان.
جز فكيه غيظا بلغة وعيد
يعني مش ناوية تجيبي التليفون في أم اليوم ده.
طققت بفمها تصدر صوت 
مافيش باسورد يبقى مافيش فون ياقلبي .
قالت وانطلقت تركض امامه ضاحكه.. خلع سترته هو خلفها متوعدا قبل ان يركض خلفها
طب وديني ماانا سايبك النهاردة ياشروق واشوف كلمة مين اللي تمشي فينا.
وكلمة مين اللي مشيت بقى
سأله عصام بعد أن قص عليهم بإيجاز دون ذكر التفاصيل سبب إتيانهم لعزومته متأخرين.. وكان رده بشموخ رافعا إحدى حاجبيه
طبعا انا وأسالها بنفسك كمان .
صح كلامه دا ياشروق اتنازلتي عن معرفة الباسورد
سأل علاء فانتقلت انظارهم جميعا نحوها.
هو طبعا ياعم علاء.. لهو حسين يعرف يكدب أساسا.. بس ادهوني بعد كدة بمزاجه
قالت وانطلقت ضحكات الجميع من حولها.. مع أنها لم تخوض في تفاصيل وتذكر كيف تمكن من نزع الهاتف منها.. فهي اصبحت عاشقة لمناكفته.. لتنزع عن تعقله في السيطرة عليها بقوته.. ثم مصالحتها واعطاءها ما تريد ولكن بمزاجه كما يذكر لها.
تدخلت فاتن مخاطبة زوجها
طب انا كمان عايزة الباسورد بتاع فونك.. اشمعنى شروق.
فغر عصام فاهه مندهشا 
طب دا واحد بتاع سياحة لكن
تم نسخ الرابط