روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
اساعدك بس الامور جات بنتيجة عكسية.
ردت مبتسمة بامتنان
انت بتقول كدة عشان قلبك طيب ياعصام.
قال متفكرا
مش حكاية قلب طيب.. بس انا مكدبش عليك يعني كل ما افتكر الموضوع دا وملابساته بستعجب قوي للي حصل رغم بشاعته.. لكنه خلاني اشوف كل حاجة قدامي بمنظور مختلف.. وعلى الرغم من مرور السنين دي كلها وسفري واختلاطي بناس اشكال والوان وجوازي وطلاقي من مراتي.. لكنه جعل صورتك دايما مطبوعة في خيالي وبتطاردني.. رغم ان الأول وربنا
قصدك ايه ياعصام بكلامك ده
سألت بحيرة وكان رده حاسما
قصدي انك تعرفيني كويس واعرفك.. واحنا كبار دلوقتي وفاهمين.. تقبلي تتجوزيني يافاتن
انا برضوا قولت هالاقيكي هنا.
الټفت برأسها على صوته فبادلته نظرة حانقة قبل ان تعود بأنظارها الى رؤية الميدان امامها بمساحته الشاسعة.. مستندة بكفيها على سور السطح الأسمنتي دون أن ترد ببنت شفاه.
اردف بها قبل أن يحاصرها بذراعيه من الخلف يضرب ظهرها بصدره العريض...ارتبكت مجفلة من فعلته فخرج صوتها بتوتر
ايه هو دا بقى احنا قاعدين عالسطح ياعلاء مش في بيتكم .
قرب وجهه من جانب رأسها يهمس
طب وفيها ايه واحد ومراته ياستي حد لو حاجة عندنا
ردت من بين أسنانها
صمت يستوعب كلماتها ويتفحص تشنجها.. ثم ارتد للخلف قليلا ليديرها اليه قائلا
لدراجادي انت زعلانة مني يافجر
التمعت عيناها الذابلة امامه تنذر بسقوط دمعاتها وهي تجاهد للتماسك فقالت بشفاه مرتعشة
انا قولت لعصام يبلغك اني متقبلة لأي قرار تاخده في علاقتي معاك.. يعني دا لو عايز ترجع لفاتن.. اصل انا عارفة وفاكرة قد أيه كنت بتحبها زمان.. فشئ طبيعي انك تحن لها بعد ما اتأكدت من برائتها.. انا مش عايزة اقف في طريقك والحمد لله اننا لسة على البر ومحسوبة قدام الناس خطوبة مش جواز.
سأل رافعا وجهها اليه لتقابل عيناه خاصتيها.. تشجنت تنزع يده عنها
ارجوك ياعلاء تسمعني كويس وتفهمني انا بتكلم جد.. بلاش تتأثر بهيئتي ولا ضعفي قدامك.. كل شئ عندي يهون الا اني اتجوز راجل قلبه معلق بواحدة غيري.. المۏت اهون.
ومين قال بس اني لسة قلبي متعلق بيها ولا بحبها.
صړخت بها متابعة
رد فعلك لما شوفتها وبعدها طلبت مني انا وعصام نسيبكم لوحدكم .
كان لازم اعتذرلها.. واسمع منها انها مسمحاني عشان اقدر اعيش حياتي انا كمان.
اردف صارخا واكمل يمسح بأبهاميه الدموع المتساقطة بغزارة على وجنتيها يردف بحړقة
حياتي معاكي انت.. عشان بحبك انت.. فاتن حبها كان راسخ في قلبي كانه شجرة مزرعة فيه.. لكن حبك انت كان الإعصار اللي نزعها من جدورها.. سامعة بقولك ايه انا لما شوفتها النهاردة ماشوفتش الحبيبة.. لا .. انا شوفتها واحدة عادية تنفع كأخت لمراتي اللي هي انت
ايوة بس هي احلوت اوي.. دا عصام بنفسه قال عليها بطل.
رد بابتسامة
وافرضي هي بطل.. فاانت عندي احلى من مېت بطل.
صح كلامك دا ولا بتكدب عليا عشان تراضيني
سألت برجاء وصوتها خرج بارتجافة.. رد هو مشددا على كلماته.
والله ياشيخة مابكدب عليكي.. دي كانت قصة وانتهت نهاية مؤلمة عشان مكانش لينا نصيب في بعض.. انا نصيبي معاك انت.. انت مراتي وحبيبتي وكل دنيتي.. فهمتي بقى ولا افهمك بطريقتي
اومأت برأسها.. بعد ان هدر الاخيرة عليها مهددا ولكنها اجفلت فجأة سائلة باستفسار
طريقتك إيه بالظبط اللي هاتفهمني بيها
قرب
زي كدة مثلا..
شهقت مجفلة تنزع كفيه عنها
يانهار اسود بتعمل ايه احنا عالسطح ياعلاء وورانا الميدان.
خلاص نبعد طيب مع ان محدش شايفنا من المسافة البعيدة دي أساسا.
اردف جملته وهو يسحبها بعيدا عن السور ولكنها تشجنت اكثر
هازعل منك والله بجد انا......
قطعت جملتها مضطرة بعد أن عانقها بقوة حتى ارتفعت قدميها عن الأرض هامسا بأذنها
وانا مايهونش عليا زعلك.
بعد ليالي طويلة ارقها القلق والخۏف من فقدانه.
...................................
في المنطقة الخلفية المهجورة من المصنع القديم دفعت بيدها الحرة الباب الصدأ وهي تتحاشى باقدامها الدهس على القمامة المكدسة والحيوانات المېتة.. دلفت وهي تحمل بيدها الأخرى لفة لبطانية وملائة سرير مع حقيبة نسأئية معلقة على الكتف.. تنهدت تلتقط انفاسها قبل ان تكمل طريقها للداخل حتى وصلت الى الركن الموصوف لها من قبل.. فتبسمت تجفلها حينما راتها جالسة امامها تعطيها ظهرها
بتعملي إيه يأمينة
شهقت الأخرى منتفضة وهي تلتف برأسها للخلف نحوها
حرام عليك يالبنى خضتيني.
خطت اليها ضاحكة
سلامتك من الخضة ياغالية.. بتعملي ايه صح
باكل ياختي.. تعالي بسم الله.
لوحت بيدها إشارة نحو الطعام الملقى على فرشة من الجرائد.. القت لبنى مابيدها على الأرض لتجلس وتشاركها مردفة
وماله ياحبيبتي ناكل.. دا انا حتى وحشني الأكل معاكي. بتاكلي إيه بقى
اجابت بفم ممتلئ بالطعام
طعمية وفول طبعا.. هايكون ايه يعني
ياختي
رضا على رأي امي.. دا حتى في ناس مش طيلاهم .
اردفت بها لبنى قبل أن ترد امينة وعيناها مرتكزة نحو لفة الغطاء والحقيبة
انت جيبتي بطانية وملاية سرير.. ربنا مايحرمني منك يارب.. دا انا كنت هانشف من البرد امبارح.
نكزتها بخفة قائلة
هو انا عملت حاجة عشان تشكريني
متابعة القراءة