روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
سعد لو يسأله بفمه عن الملعۏنة أمينة ووجودها في السيارة وقت الحاډث ولكنه لم يقدر.. وتابع مسيره مع علاء نحو ثلاجة المۏتى
.........................................
خرج من الحجرة الباردة يجر اقدامه للتحرك بصعوبة.. يكاد ان يشعر بذهاب انفاسه عن صدره.. من وقت ان رأى الفتى اليافع چثة هامدة واكد هويته لرجل الأمن.. رأسه تدور في السيناريو الأسوء لو كان شقيقه مكان الفتى.. ما اصعبه من أحساس وأخيه الان بين الخالق.. يدعو داخله بتوسل الى الله الا يحدث هذا وينجيه.. دماعته المحتبسة ټحرق مقلتيه وهو يدعي الثبات امام البشر المترقبة والمنتشرة في هذا المحيط.
أجفل فجأة على رسغ يده وهو يجذب بشدة من فتى صغير لا يتعدى عمره الثامنة عشر يخاطبه بوجه مغرق بالدموع والكلمات خارجة منه بصعوبة ما بين شهقاته
سأله بعدم استيعاب
انت مين يا حبيبي ومين دا اللي عايز تدخلوا
انا
مازن ابن سيد صاحب مخبز العيش في الشارع اللي وراكم .. وصاحبي هو حودة.. حودة اللي كان مع عم حسين اخوك في الحاډثة.
اومأ برأسه متفهما قبل ان يرد على الفتى بإشفاق
كلمهم ياعم علاء .. هما اكيد هايسمعوا كلامك .
رد عليه سعد ما بين اسنانه
ماقالك ياض انت صغير وهما مش بيدخلوا حد يعني لازم تكون قريبه او يخصك.. هي غلبة وخلاص .
تجاهله مازن عن قصد وهو يتناول كفه يود تقبيلها ولكن علاء رفعها على الفور مما اثار سخط الاخر.. فقال بتوسل
بعد دقائق وبعد ان تمكن الفتى من اقناع علاء الذي تصرف مع عمال الحجرة اشفاقا على الفتى وتقديرا لرجولته رغم صغر سنه ووفاءه النادر لصديقه .. كان واقفا امام چثة صديقه بشجاعة نادرة ومع ذلك ينوح بصوت عالي وهو يقبل رأسه
اخذ فترة يشهق بغير توقف .. قبل ان يكمل
اطمن ياحبيبي على خواتك البنات ووالدتك.... والنعمة ما هخليهم يحتاحوا لحاجة ورقبتي هاتفضل دايما سدادة في أي حاجة يحتاجوها....... وعد عليا ياحبيبي لاكمل اي طريق مشيت فيه لوحدك او مشيتوا انا معاك...... وانت عارف ومتأكد من صدق أي كلمة بتخرج من صاحبك..........صاحبك ياحبيبي .. ياحبيبي ياغالي.
الو ياما ...... ربنا يرحمه يارب انا لسه مخرجتش من المستشفى............ياما والنبي انا ماڤيا حيل للكلام دلوقت .......... حاضر ياما مش هاتأخر ........... لا ياما انا مضمنش انا هارجع امتى عشان انا دلوقتي عندي شغل..........مافيش حاجة انتهت ياما بمۏت حودة... انا لسة شغلي ما وقفش!
قال الاخيرة وانظاره متجهة بتصميم نحو الجالسين بالردهة الواسعة في المشفى
................................
فتحت اجفانها لتبصر هذا الضوء الأبيض القوي .. تأن پألم من جميع جسدها .. تتناثر الاصوات كثيرة حولها دون توقف .. حركت رأسها بصعوبة نحو هذا التجمع الكثير لأناس تغدي وتروح ولا تعلمهم.. توقفت عيناها نحو المرأة الجالسة بالسرير الطبي بجوارها والتي انتبهت عليها هي الأخرى فقالت بحماس
ايه ده اخيرا صحيتي يابنت الناس.. حمد الله على سلامتك يااختي.
رفرفرت برموشها قليلا تستوعب اين هي.. نزلت انظارها نحو جسدها الممدد على التخت الطبي.. تفاجأت بهذه الأربطة الطبية والملتفة حول ذراعها المستند فوقها .. فقالت بصوت متعب
هو انا من امتى هنا وليه حاسة بجسمي
كله واجعني هو حصل ايه
ردت المراة وهي تقضم قطعة من الفاكهة التي بيدها وهي تتفحصها بتركيز
هو انا مش شايفة حاجة تانية متربطة في جسمك غير دراعك.. والباقي بس يدوبك خدوش في وشك وأكيد هايكون في منها كتير في جسمك.. وتلاقي دا اللي تاعبك.. بس انا سمعت من الممرضة ان عملية دراعك كانت صعبة واخدت شرايح ومسامير كتير.. دي العضم كان متفتفت حسب ما سمعت.. هي دي واقعة ولا حاډثة
اغمضت عيناها وقد اعادت المرأة بكلماتها كل ما كانت قد تناسته في غيببوتها المؤقتة.
وقت الحاډث
كانت في المقعد الخلفي ترجتف بداخلها من ما سوف يحدث معها على اثر هذه الاعترافات التي اعترفت بها بكل سهولة امام هذان الشخصان والذي علمت ان احدهم يكون شقيق علاء المصري .. تبكي بصمت وهي منتظرة حدوث الأسوء معها.. ورغم تسلميها من داخلها ان هذه هي النتيجة الطبيعية لخطئها.. ولكنها كانت ترتجف من رأسها حق اخمص قدميها.. الفتى الشاب يتلاعب في
متابعة القراءة