روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

الى اصابع يده.. نثرها من يده ورمى أيضا السېجارة من فمه.. فما فائدتها لو غطت برائحة تبغها على رائحة الطيب من جميلته .. تحمحم بصوت واضح ليصل الى أسماعها وهو ماحدث.. التفتت اليه برأسها فقال هو بتردد 
انا قولت اعمل صوت عشان مازعجكيش زي المرة الي فاتت .
اشاحت بوجهها قليلا بخجل قبل ان تعود اليه بابتسامة صافية منها فاجأته
متشكرين أوي يا معلم علاء على زوقك.. وممنونين جدا عالتقدير .
ابتسامتها كانت بسيطة وخجلة.. لكنها جعلت الډماء تضخ داخل قلبه بسرعة مچنونة.. وصوت دقاته تصل لأسمعاه كطبول افريقية.. حاول التحكم بهذا الهذيان الذي اصاب عقله.. حتى يستطيع إخراج جملة مفيدة معها ..فتنحنح قائلا بصوت مهزوز
ما انا مش عايز اكرر غلطي.. حكم انتي المرة اللي فاتت بصيتلي بغدرة كدة ولا اكنك قطة شرسة وهاتهجم عليا .
هنا رنت صوت ضحكتها 
ااه .. دلوقتي بس عرفت المجاذيب ييتجننوا ازاي .. هذا ماحدث به نفسه وهو يشعر بالخدر الذي اصاب أطرافه.. من رؤية ضحكتها الصافية والتي زادت من جمال وجهها بروعة.. خبئت ضحكتها فجأة وتغير وجهها وهي ترد 
أنا المرة اللي فاتت كان عندي اسباب عشان اكرهك بيها من قبل ما اشوفك. 
يعني انتي دلوقتي ماعدتيش بتكرهيني
رفعت عيناها اليه مجفلة فحدقت اليه للحظات صامتة قبل ان تجيب.
مش عارفة بس انا اكتشفت اني كنت ظالماك في حاجة انت ملكش ذنب فيها.. دا غير إني اكتشفت ان انت نفسك كنت مجروح.
مط بشفتيه امامها وهو يعيد كلماتها برأسه فأطربت أسماعه وأنعشت بداخله الأمل.. فتابعت هي بسؤال
طب احنا دلوقتي هانعمل ايه
قطب حاجبيه فسألها ببلاهة
في إيه
رفعت عيناها وهزت رأسها بيأس فتذكر هو
اااه.. انت قصدك يعني عن موضوع الكلام اللي ذكره عصام
اومأت برأسها إيجابا فقال متنهدا في البداية
اولا احنا لازم نتأكد من صحة الكلام الأول.
قالت بسرعة وتعصب
أنا متأكدة من صدق كلامه.. عشان متأكدة جدا من أخلاق فاتن .
اطرق بعيناه ارض وشعر بالأسف قبل ان يتكلم
أرجوكي ما تاخديش كلامي بمحمل على فاتن.. بس انا راجل عشت سنين على مشهد انها خانتني مع اعز اصحابي.. ودي حاجة أثرت جدا في نظرتي ناحية الستات وافقدتني الثقة
في كل الناس.
وضح التفهم على ملامح وجهها فأثبتت هي بالقول
انا فاهماك على فكرة ومش بلوم عليك.
تنهد بارتياح وشعور بالسعادة يتسلل اليه رويدا رويدا..فقال بعملية
خلاص ياستي مدام بقينا متافهمين يبقى هاقولك على اللي بفكر فيه.. انا من بكرة ان شاء الله هادور على البنت الخدامة اللي كانت شغالة عند عصام .
هزت رأسها بحماس واكملت على قوله
حلو اوي ده.. لأن البنت دي أكيد عندها حل السر اللي دوخنا طول السنين اللي فاتت..وانا كمان هحاول الاقي طريقة تعرفني عن الفترة القليلة اللي قضتها فاتن في الصعيد قبل ماتموت.. يمكن يكون في حاجة تهمنا فيها .
اومأ برأسه عن رضا
تمام.. واهو منها برضوا تعرفي هي ماټت بجد ولا حاجة تانية.
اومأت هي ايضا ..فسره جدا نظرة الأمل بعيناها ورغم قساوة الوضع ولكنه وجد اخيرا شيئا يربطهم ويقرب بينهم.. شعرت بالحرج حينما طال الصمت بينهم فاستاذنت للعودة لغرفتها.. وتركته هو يتأمل الكون حوله بنظرة أخرى بعيدة كل البعد عن السابق.
في اليوم التالي .
خرج من داخل ورشته يهلل بترحيب 
دا انا الصبي لما قالي جوا ماصدقتش .. نورت الورشة ياعلاء باشاء 
تقبل علاء عناقه والترحيب بمودة حقيقية لصديقه وجاره
منذ الطفولة
وحشتني ياسعد.. ووحشتني ايامك .
شدد على كفه قائلا بمرح 
ما انت ياعم عزلت وقولت عدولي.. تعالي اتفضل معايا جوا الورشة عشان افرجك كمان على شغلي الجديد .
خليها مرة تانية ياحبيببي.. المهم خلينا نتكلم احنا هنا عشان عايزك في موضوع ضروري .
جلس الاثنان على مقعدين من الخشب وفي الوسط طاولة خشبية أيضا صغيرة خارج الورشة .. فسأله سعد بفضول 
موضوع إيه بقى اللي كنت عايزني فيه .
اصل بصراحة انا كنت عايز اسألك عن حاجة قديمة كدة مر عليها سنين.. بس انا قولت يمكن يكون عندك خبر ولا تعرف حاجة عنها .
عقد حاجبيه بدهشة فسأل
عن مين بالظبط وموضوع إيه دا اللي مر عليه سنين
تنحنح علاء ېلمس ارنبة انفه بتردد قبل ان يقول اخيرا 
يعني ..اصل انا كنت قابلت عصام .. عصام صاحبنا القديم انت تعرفه
جحظت عيناه واشټعل صدره بالڠضب بمجرد سماع الأسم فقال بحدة 
ماله الخاېن ده وهو ليه عين كمان يشوفك ويفتح معاك مواضيع وانت ازاي تسمحله اساسا...
قاطعه علاء
في إيه ياسعد استنى واديني فرصة اتكلم.
حاول تنظيم انفاسه الهادرة داخل صدره فقال 
معلش يا علاء.. بس انت عارف اني قطعت علاقتي مع البني ادم ده من زمان من ساعة ماعرفت منك موضوع خيانته ليك .
قال الاخيرة مشددا على الاحرف لفت نظر علاء الذي رد 
يابني ما انا عارف كل كلامك ده.. انا بس عايز دلوقتي اتأكد من صحة الكلام اللي قالهولي .. واعرف ان كان صدق ولا كدب .
شحب وجهه پصدمة وهو يستمع لعلاء وهو يسرد كلمات عصام فقال 
يعني هو بعد السنين دي
تم نسخ الرابط