روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
بنظرة سريعة قبل ان يسأل الرجال بلهفة
طب هو فين دلوقتي مش شايفه يعني
بداخل المحل الكبير للاداوت الصحية والخاص بأدهم الاب ضړب بكفه على فخذته وهو يرمق ابنه بغيظ بعد ان انفض جمع الرجال
يعني بس لو كان ربنا قدرك وادتني فكرة من الأول.. مش كان زمانه دلوقتي بقى تحت يدي بدل ماهو هرب كدة من الرجالة واستغفلهم ويعالم امتى بقى هانقدر نجيبه من تاني
بلاش النظرة دي ياعلاء.. انا عارف انك زعلان مني وليك حق.. رغم اني ماكنتش اعرف بالمصاېب اللي عملها الكل... ده غير دلوقتي.. عارف اني غلطت زمان معاك بس ربنا العالم انا حاولت قد ايه اكفر عن غلطي.. بدليل اني لما حسيت بس بميل حسين لشروق بنت شاكر وميلك انت لفجر.. جريت بسرعة وطلبتهم من غير انتظار.. رغم معرفتي القديمة بصلة قرابتهم مع بدر الصعيدي ومراته وبنته..
بقولك ايه ياحج.. قفل على كلامك ده عشان ما انا ماعنديش مرارة اسمع .. تمام.. وعن اذنك بقى عشان ماشى .
نهض ليغادر سريعا ولكن نداء ادهم بإسمه اوقفه ليردف قائلا برجاء
كدة على طول خارج ياعلاء! دا انا مصدقت اشوفك يابني وماصدقتش فرحتي لما حكالي الواض حوكشة على اللي عملته في سعد.. عشان تاخد بتارك منه
وانت بقى افتكرت اني طفيت ڼاري بضربه فاهصفالك انت بعد كدة لا أصحى ياحج ..انا دخلت المحل هنا عشان بس مكسفكش قدام الرجالة.. لكن اللي في قلبي ناحيتك مازال موجود وماتغيرش.. فاهم ياوالدي .. موجود وماتغيرش .
بصق كلماته الاخيرة وخرج مغادرا على الفور.. تاركا أدهم يعض اصابع الندم من خلفه
سيبته! ېخرب بيتك .
صاحت بها مجفلة نحو صديقتها الجالسة أمامها بجمود تتلاعب بيدها مكان خاتم خطبتها.. وقالت
هو دا اللي كان لازم يحصل من الاول.. اساسا احنا مكناش لايقين على بعض .
ردت مستنكرة
مش لايقين ليه بقى ياغبية هو انتي يابت اټجننتي ولا عقلك طار منك بقى اغيب عنك يومين ياسحر الاقيك تنيلي الدنيا
مكانش نافع يافجر.. انا حاولت لكن مافيش فايدة.. هو من عالم وانا من عالم تاني.. هو منفتح وانا مقفلة هو شكله وسيم ومهتم بنفسه وانا ابلة عجوزة في نفسي .
لكزتها بقبضتها على كتفها قائلة بحزم
بس يابت اسكتي وبلاش عبط.. انتي مشيتي ورا كلام الناس اللي استكترته عليكي وهزوا ثقتك في نفسك.. قولتلك من الاول.. فوقي لنفسك ياسحر.. رمزي بيحبك .
ماعدتش له فايدة خلاص .. ببحبني بقى ولا بيكرهني.. اهو كل واحد راح لحال سبيله .
هزت رأسها برفص
انا مش مصدقة كلامك ده ومش متخيلة ابدا ان دي تكون النهاية.. اكيد في حل.. فاهمة .
مطت شفتيها بعدم اقتناع فلكزتها مرة أخرى على ذراعها بغيظ
والنبي الله يخليكي بلاش الامبالاة دي انا مش ناقصة.. هو انا هاخلص من المصاېب دي
بس امتى ياربي.
ابتسمت بتصنع تغير دفة حديثهم وسالتها
ليه هو الأستاذ علاء لساه برضوا زعلان من والده
زفرت بتعب
والنبي ياختي ماتجيبي سيرته ولا تفكريني بيه.. دا خرج......
قطع جملتها اتصاله.. فضحكت سحر ساخرة
مش عايزاني افكرك بيه طب اهو اتصل ياختي يفكرك بنفسه.
تحمحت تقول بإحراج وهي تتناول الهاتف
رغم اني متغاظة منه بس ماينفعش اسيبه يرن صح.
ردت سحر ساخرة
عندك حق فعلا... عيب !
ضړبتها بقدمها وهي تنهض على ساقها.. فتاوهت الأخرى.. اشارت لها لتخفض صوتها قبل أن ترد بجمود تحول للهفة وقلق
الووو...... اهلا بيك ياعلاء............انت بتقول إيه ياحبيبي ........... لا طبعا انا هستأذن واجيلك حالا.......بلا مدرسة بلازفت .
اغلقت المكالمة وهي ترفع اشيائها على عجالة .. طب احنا نكمل كلامنا بعدين ياسحر.. عشان
معايا مشوار مهم ...ماشي ...
نظرت في أثرها وهي تردد بمرح
ماشي ياختي ماشي.... اه ياجبانة.
........... ................. ...
ااااه... براحة يابت.
صړخ بها نحوها وهي تضغط بالقطنة والمطهر على خدوش وجهه والكدامات ..تمتمت ترد بتركيز
اصبر شوية واتحمل ياسعد.. دا لسة باقي كتير.
جز على أسنانه من الألم يقول
لسة إيه تاني انا تعبت وماعدتش متحمل .
تنهدت قانطة وهي تلتف للجهة الأخرى تتناول قطنة أخرى وتضع عليها المطهر
يعني اعملك ايه ما انا بحاول اخلصك اهو.. بس انت وشك متبهدل خالص ومافيهوش مكان سليم .
وشي بس!
قالها وارتجف وجسده يستعيد هجوم علاء عليه وهو يزأر كالۏحش. يكيل له بالضربات واللكمات على جميع جسده..دون رأفة ورحمة بجسده الصغير .. بمقارنة بجسده الضخم .. لقد مرت هذه اللحظات المريرة لتذكره بمأساته وهو صغير قبل أن يحظى بحمايته.. لينقلب عليه الوضع الان وهو كبير .. وينال من كرامته وكبرياءه الذي صنعه لنفسه طوال السنوات الماضية.. الإهانة في ضربه وهو ېصرخ لكي يهب أهل الحارة في نجدته لعدم استطاعته صد ضړبة واحدة منه.. هو الذل بعينه.
هو انت پتبكي ولا إيه ياسعد
أجفل من شروده ليمسح بطرف قميصه دمعة هاربة من عينه..
متابعة القراءة