روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

اعرف بقى اتخانقتي مع خطيبك ليه ولا دا سر ومش مسموح لي أعرفه
إعتدلت في جلستها وهي تتناول الهاتف الذي صمتت رناته 
طبعا ياحبيبتي مسموح انك تعرفي وتشوفي بنفسك كمان أخلاق أخينا دا اللي عامل نفسه ملاك وهو مقضيها مع النسوان الأجانب .
حدقت بعيناها فجر على الصورة التي بهاتف شقيقتها.. فسالتها
دا هو نفسه حسين! معقول بس انتي عرفتي تجيبي الصورة دي زاي
الصورة وصلتني من حساب مجهول من واحدة بتحذرني منه ومن أخلاقه الزفت.
وانتي بقى اي واحدة تحذرك من خطيبك تقومي مصدقاها على طول .
يعني إيه
سألتها بريبة .. فردت فجر على سؤالها بسؤال
طب انتي لما سألتيه قالك إيه
قالت بتعصب 
هو عارف يرد حتى.. دا كل اللي عليه يقولي الكلام في التليفون ما ينفعش و تعالي اقابلك واشرحلك بالتفصيل.. هو انا طايقة اسمعه الخاېن ده عشان اقابله واقعد معاه كمان.. وإيه التبرير دا اللي هايقدمه بعد ما شوفت الصورة بنفسي والخاوجاية حضناه بكل سفالة وقلة ادب وبتبوسه في خده .
نهضت من امامها قائلة بهدوء
يبقى تروحي تقابليه وتفهمي منه كويس.. حسين لو خاېن صحيح كان هايعرف يثبتك بكلمتين بمجرد ما واجهتيه في الفون.. ثم ان البنت اللي بعتت الصور دي واضح قوي نيتها سيئة للتفرقة ما بينكم.. ماتديش فرصة لحد يفرق مابينكم واسمعيه الأول.. وبعدين احكمي بنفسك .
اوقفتها قبل ان تخرح من الباب 
بس انا دمي بيغلي منه يافجر ..وهاين عليا اروح اۏلع فيه شعره الناعم ولا ابوظ وشه اللي فرحان
بيه ده .
ابتسمت فجر رغم ألالم القابع بداخلها
طب افهمي منه الأول ولو ما اقتنعتيش يبقى اعملي فيه ما بدالك .. ان شالله حتى تسخطيه قرد مسلسل .
في المساء كانت سميرة بداخل غرفتها تتحدث باستفاضة عن احداث يومها كالعادة وزوجها الذي ينظف بمحمرمة ورقية اطارات نظارته .. يستمع بتركيز مع كل حرف حارج منها حتى سألها مستفسرا
طب وانتي ما سألتيش بنتك ليه وعرفتي منها.
اه ياخويا وتفتكر بقى لو سالتها هاتقول الحقيقة
قطب حاجييه فقال بدهشة 
وتكدب ليه بقى اذا كان هو نفسه قال لوالدته انه شافها صدفة فقام بتوصيلها معاه في سكته .
مالت برقبتها امامه تشير بسبابتها على جانب رأسها 
لا والنبي.. وانا بقى هايدخل في مخي الكلام ده ولا حتى هاصدق كلام بنتك الي انا متأكدة انها هاتكدب فيه هي كمان
زفر شاكر رافعا عيناه للأعلى 
طب ياام العريف.. ممكن بقى تفهميني انتي وجهة نظرك إيه عشان افهم انا بدال اللف والدوران ده معايا في الكلام .
قربت وجهها إليه وهي تردف بعين خبيرة 
انا قصدي اوصلك ياحبيبي ان بنتك اللي كانت منشفة راسها الأول من ناحية علاء ابتدت تحن وتميل له.. وحتى هو كمان حساه ما اتأثرشبرفضها ليه ولا حتى بين انه زعل منها.. ودا طبعا بغض النظر عن غضبه في ساعتها .. ساعة الرفض.
وضع النظارة على عينيه مسهما بتفكير فتابعت 
انا شوفت بنفسي نظرتهم لبعض النهاردة وهما
خارجين من عربيته.. دي مش نظرة اتنين كارهين بعض ولاحصل مابينهم عرض بالجواز والرفض .. دول بيتكلموا عادي ولا اكنهم يعرفوا بعض من سنين حتى وبينهم مواضيع للكلام .. مط شفتيه وهو ينظف بسبابته داخل اذنه 
هو كلامك معقول .. بس برضوا ممكن تفسيراتك دي وتحليلاتك دي كلها تبقى غلط أو من هم خيالك .. لكن ان كان عليا انا اتمنى .. علاء دا راجل وبنتك لو لفت الدنيا بحالها مش هتلاقي واحد زيه ولا في اخلاقه . 
................................
وفي الجانب الاخر كان جالسا على تخته بنصف نومة.. مكتفا ذراعيه خلف راسه .. مستندا على قائم السرير وقد جاف عينيه النوم بعد ان تزاحمت بعقله ذكريات الماضي وما يحدث الان في الحاضر .. وما سيترتب على صحة ما سمعه اليوم من عصام صديقه القديم الذي كان له بفترة من الزمن اقرب اليه من سعد نفسه صديق الطفولة والجيرة أيضا.. قصة حبه القديم التي انتهت بچرح غائر افقده الثقة في جميع النساء لفترة طويلة من السنوات.. قبل ان يقابل جنيته الصغيرة التي خطفت لب قلبه من أول وهلة في رؤيتها.. وللعجب العجاب تبقى قصتها مربوطة ايضا بجرحه القديم .تنفس بحريق من داخل اعماقه.. لا يدري متى ينتهي من عڈاب قلبه وكيف السبيل لحل تسلسل عقده التي ليس لها نهاية .. اعتدل على الفراش بجذعه لينزل بقدمه على الارض ويتناول علبة سجائره مع علبة كبريت فقد فوجئ بتعطل قداحته ..خطا ناحية شرفته وقبل ان يدخلها كانت السېجارة في فمه .. اخرج عودا ثقاب ليشعل به سيجارته ولكنه توقف بيده في الهواء قبل ان يصل بالعود المشتعل الى السېجارة داخل فمه بعد ان تسللت رائحتها المسكرة الى صدره.. التف برأسه ناحية شرفتها فوجدها بهيئتها التي ذكرته برؤيته الأولى حينما سحرته بنعومتها وجمالها.. مستندة على سور شرفتها وشعرها المتمرد يتطاير حول رأسها بحرية.. استفاق من شروده حينما شعر بلسعة نيران عود الثقاب التي وصلت
تم نسخ الرابط